الأب والابن مع الحمار

الأب والابن مع الحمار

Father and son with donkey



في يوم من الأيام، كان هناك أب وابنه يعيشان في قرية صغيرة. وقررا أن يذهبا معًا إلى قرية أخرى، وكان معهما حمار صغير يساعدهم في حمل الأشياء.

عندما كانوا يمرون بجوار وادي، رأتهم نساء القرية وبدأت تتحدث بصوت عالٍ قائلة:
"هل الأب والابن مجانين؟ لماذا لا يجلس الابن على الحمار؟"

سمع الأب كلام النساء، فقال لابنه:
"اجلس أنت على الحمار."

وبدأوا يمشون هكذا.

بعد قليل وصلوا إلى قرية أخرى، وكان هناك رجال كبار يجلسون تحت شجرة، فلما رأوا الابن يركب الحمار قالوا:
"هل هذا عادل؟ الابن يجلس والوالد يمشي! الابن لا يحترم والده."

سمع الابن كلامهم، فقال لأبيه:
"اجلس أنت على الحمار الآن."

فجلس الأب على الحمار وأكملوا طريقهم.

ثم وصلوا إلى بحيرة، ورأوا نساء يغسلن الملابس، فقالت واحدة منهن:
"انظروا إلى الأب، يجلس على الحمار وترك ابنه يمشي! هو أبٌ قاسي!"

سمع الابن ذلك، فقال:
"دعني أجلس على الحمار معك."

فجلسا الاثنين على الحمار.

بعد فترة، رأى بعض الفلاحين ذلك وقالوا:
"كم هو الحمار مسكين! يجلس عليه الأب والابن معًا! كيف سيستطيع المشي؟"

سمع الأب والابن كلام الفلاحين، ونزلوا عن الحمار وقرروا أن يحملوه.

وجدوا عصا كبيرة، وربطوا أرجل الحمار بها، وعلقوا الحمار رأسًا على عقب وحملوه على أكتافهم.

وأثناء عبورهم جسرًا خشبيًا، رأى بعض الأطفال هذا المنظر الغريب، فبدأوا يضحكون ويصرخون، مما أرعب الحمار فجأةً وقفز وسقط في النهر.

حاول الأب وابنه الإمساك به، لكنهم لم يستطيعوا، فجلسوا يبكون من الحزن.


العبرة:

لا يمكننا إرضاء الجميع مهما فعلنا، لذلك من الأفضل أن نتصرف بما نراه صحيحًا ونفكر في مصلحة الجميع، بدلًا من محاولة إرضاء كل الناس.

Post a Comment

أحدث أقدم