في صباح مشمس، اجتمع بعض الناس حول جُحا في ساحة البلدة، وقالوا له ممازحين: "يا شيخ جُحا، نسمع كثيرًا أنك ولي من أولياء الله الصالحين... هل عندك دليل؟"
ابتسم جُحا، ورفع حاجبه بثقة قائلاً: "بالطبع! أنا أدعو الحجر فيأتي، وأنادي الشجرة فتأتي مسرعة!"
انبهر الناس وصرخوا: "نريد أن نرى بأعيننا!"
تقدّم جُحا بخطى واثقة نحو شجرة كبيرة، ورفع يده قائلًا بصوتٍ جهوري: "تعالي إليّ أيتها الشجرة الطيبة!"
لكن الشجرة بقيت ثابتة. 🍃 نادى جُحا مرة أخرى... لم تتحرك الشجرة! فهمهم الحاضرون وضحكوا: "يا جُحا! هذه شجرتك المطيعة؟!" ضحك بعضهم بسخرية، وقال آخرون: "جُحا يخدعنا! لقد كشف أمره!"
اقترب جُحا من الشجرة غاضبًا، وهمس لها: "يا شجرة، أما سمعت ندائي؟ ما هذا الكسل؟! أهذا وقت العناد؟!"
وقف الناس يراقبونه بدهشة، فقال أحدهم: "لكن يا جُحا... لماذا تذهب إليها؟ ألم تقل إنها تأتيك أنت؟"
ابتسم جُحا في هدوء وقال بكل وقار: "أنتم تعلمون... نحن الأولياء لا نتكبّر. فإذا تكبّرت الشجرة، نحن لا نردّ الكبر بالكبر، بل نذهب إليها بكل تواضع."
صفّق بعضهم، وضحك آخرون، وظلّت الشجرة واقفة، شامخة... ربما خجلت من حكمة جُحا! 😄🌳
إرسال تعليق