في أحد الأيام، جاء فلاح بسيط إلى بيت جُحا، يحمل أرنبًا سمينًا كهدية. كان جُحا يتمنى منذ زمن أن يأكل لحم الأرانب، ففرح كثيرًا وقال لنفسه: "يا سلام! عليّ أن أكرم هذا الرجل كثيرًا، ربما يعجبه كرمي ويعود إليّ ومعه قافلة من الأرانب!"
مرت أيام، وانتهت قصة الأرنب، لكن المفاجآت لم تنتهِ! ففي أحد الصباحات، سمع جُحا طَرقًا على الباب، فتح فوجد رجلاً يبدو وجهه مألوفًا... قال الرجل: "أنا صاحب الأرنب الذي أهديته لك!" ففرح جُحا وظنه جاء بهدية جديدة، فأكرمه وأطعمَه وضيّفَه أجمل ضيافة!
وفي الأسبوع التالي، دخل عليه أربعة رجال لا يعرفهم. سألهُم: "من أنتم؟" قالوا بثقة: "نحن جيران صاحب الأرنب!" فقال جُحا في سرّه: "لا بأس... ربما يحملون أرانب أيضًا!" وأكرمهم كما فعل مع صديقهم.
لكن في الأسبوع الثالث، كانت المفاجأة الأكبر! دخل عليه ثمانية رجال دفعة واحدة وقالوا: "نحن جيران جيران صاحب الأرنب!" وقف جُحا مذهولًا، ثم ابتسم وقال بلطافة: "أهلًا وسهلًا! حللتم أهلًا ونزلتم سهلًا!"
ذهب إلى المطبخ، أحضر إناءً كبيرًا، ملأه ماءً ساخنًا، ووضعه أمامهم. "تفضلوا أيها الأعزاء، هذا هو مرق الأرنب!"
نظروا إليه بدهشة وقالوا: "مرق الأرنب؟! لا نرى شيئًا!" ضحك جُحا وقال: "ألستم جيران جيران صاحب الأرنب؟ هذا إذًا مرق مرق مرق الأرنب!"
إرسال تعليق