في أحد الأحياء القديمة، دُعيت والدة جحا وأخته لحضور عرسٍ كبيرٍ مليءٍ بالموسيقى والفرح. وقبل أن تنطلقا، قالت الأم لجحا: "يا بني، سنذهب لحضور العرس، فابقَ في المنزل واحرص عليه."
أومأ جحا برأسه، ووعد أنه سيكون حارسًا أمينًا. لكنه، ما إن ذهبوا حتى تمدّد على السرير، وأغمض عينيه، وراح في نومٍ عميق.
وفي هدوء الليل، تسلل اللصوص إلى البيت، وسرقوا كل شيء! الكراسي، الطناجر، حتى السجادة من تحت قدميه!
عادت الأم وأخته بعد ساعات، فوجدوا البيت خاليًا تمامًا. صُدِموا وسألوه بغضب: "يا جحا! أين ذهبت أغراضنا؟!"
أجابهم وهو يفرك عينيه من النوم: "لقد قلتما لي أن أحرس المنزل، ولم تطلبا مني أن أحرس ما في داخله!"
لم يعرفوا إن كان يضحك أو جادًا... لكنهم قرروا في العرس المقبل أن يطلبوا منه شيئًا محددًا.
وذات يوم، دُعوا مرة أخرى إلى مناسبة، فقالت له أمه وهي تلبس أجمل ثيابها: "جحا، انتبه جيدًا، هذه المرة احرس باب المنزل!"
أومأ جحا بجدية، لكنه كان لا يريد أن يفوّت العرس! وفجأة، لمعت في رأسه فكرة غريبة...
"إذا حملت الباب معي، فلن يستطيع أحد سرقته!" قال لنفسه.
وفعلاً، فكّ الباب من مكانه، ووضعه على كتفه، وانطلق إلى العرس يجرّ الباب خلفه!
وما إن وصل إلى قاعة الحفل، حتى شهق الجميع من الدهشة، وانفجروا ضاحكين، فقالت أمه: "ماذا تفعل أيها الغريب؟!"
أجاب جحا بثقة وهو يضع الباب بجانبه: "لقد جئتُ بالباب معي... فلن يسرقه أحد اليوم!" 😄
وضجّ المكان بالضحك، حتى أضحك العروسين!
إرسال تعليق