في قرية صغيرة تحاذي أطراف غابة كثيفة، كان هناك شقيقان: "كريم" الأخ الأكبر، و"سامي" الأصغر. كانا يعيشان في كوخ خشبي بسيط، لكن كريم كان أنانيًا؛ يأكل الطعام اللذيذ وحده، ويرتدي أفضل الثياب، بينما يترك لسامي البسيط منها، رغم أن سامي كان طيبًا يساعد في كل شيء دون شكوى.
📦 كل يوم، كان كريم يذهب إلى الغابة ليجمع الحطب من الأشجار ليبيعه في السوق. كان يقطع الأغصان بلا مبالاة، لا يفكر في الأشجار أو جمال الطبيعة. وفي أحد الأيام، بينما كان يحمل فأسه الكبير، وصل إلى شجرة مميزة بأوراقها الذهبية المتلألئة تحت ضوء الشمس.
وقبل أن يلمس أغصانها، سمع صوتًا ناعمًا يقول: "أيها الرجل الطيب، من فضلك لا تقطع أغصاني. إن أحسنت إليّ، سأمنحك تفاحًا ذهبيًا!" رفع كريم حاجبيه بدهشة، ثم وافق، وهو يتخيل كم سيكون ثريًا!
🍎 أخرجت الشجرة ثلاث تفاحات ذهبية، فغضب كريم وقال: "هل هذه كل ما لديك؟ أعطني المزيد فورًا وإلا قطعتك كلها!" لكن الشجرة لم تجبه، بل بدأت تمطره بإبر صغيرة حادة، تناثرت على جسده، وجعلته يسقط أرضًا يصرخ من الألم.
🧑🦰 في هذه الأثناء، شعر سامي بالقلق على أخيه الذي تأخر كثيرًا، فدخل الغابة يبحث عنه. وجد كريم يبكي بشدة، وجسده مليء بالإبر. اقترب منه سريعًا، وبدأ بإزالة كل إبرة بلطف وصبر، رغم صعوبة الأمر.
بعدما انتهى، نظر كريم إلى سامي بعينين مملوءتين بالندم، وقال: "أنا آسف يا أخي... كنت قاسيًا عليك، ولم أقدّر حبك وصبرك." ابتسم سامي وقال: "أنا سعيد أنك بخير، وهذا يكفي."
🌳 عندها، ارتجفت أوراق الشجرة السحرية بلطف، وظهرت عشرات التفاحات الذهبية على أغصانها، ثم سقطت واحدة تلو الأخرى أمام الشقيقين.
قالت الشجرة بصوت حنون: "لقد تغير قلبك يا كريم، ورأيت المحبة الحقيقية بينكما. هذه مكافأتكما!"
ومنذ ذلك اليوم، عاش كريم وسامي بسعادة، يتشاركان كل شيء، ويزرعان في قلوب الأطفال قصة عن الأخوة، والندم، والتغيير.
إرسال تعليق