الإخوةُ الثَّلاثةُ
كانَ يا ما كانَ في قَديمِ الزَّمانِ، مَلِكٌ يَملِكُ شَجرةَ تُفَّاحٍ عَجيبة، تُخرِجُ ثِمارًا من الذَّهَبِ! وكانَ البُستانيُّ يَعُدُّ التُّفَّاحَ كُلَّ يَومٍ، ويُخبِرُ المَلِكَ بعددِهِ.
وفي المَساءِ، كَلَّفَ البُستانيُّ ابنَهُ الأكبرَ بِحِراسةِ الشَّجرةِ، ولكنَّهُ غَلَبَهُ النَّومُ، وفي الصَّباحِ نَقَصَتْ تُفَّاحةٌ أُخرى.
ولكن في مُنتَصَفِ اللَّيلِ، نامَ الابنُ الثَّاني أيضًا، وفي الصَّباحِ نَقَصَتْ تُفَّاحةٌ أُخرى!
وافقَ المَلِك، وعِندَ مُنتَصَفِ اللَّيلِ، سَمِعَ الابنُ الأصغرُ خَفقَ أجنِحةٍ في السَّماءِ، فإذا بطائرٍ عَجيبٍ، رِيشُهُ مِنَ الذَّهَبِ!
رآهُ يُقَدِّمُ التُّفَّاحةَ بمنقارِهِ ليأخُذَها، فرَمى عليهِ الابنُ الأصغرُ سَهمًا، فلم يُصِبه، لكنَّهُ أسقَطَ ريشةً ذهبيَّةً من ذيلِهِ وهَرَب.
تَطَوَّعَ الابنُ الأكبرُ، وخرجَ في الطَّريقِ حتّى وَصلَ إلى الغابةِ، فَقابَلَ ثَعلبًا في الطريقِ.
وأطلقَ سَهمًا لِيَقتُلَه، لكنَّهُ أخطأ، وهَرَبَ الثعلب. ثم ذهبَ إلى الفُندُقِ الجميلِ، وأكلَ وشَرِبَ حتّى نَسِيَ أمرَ الطائرِ.
وكذلِكَ فَعَلَ الابنُ الثَّاني، حيثُ أغراهُ الفندقُ الجميلُ، ونَسِيَ مهمّتَهُ.
فأمسَكَ القَفَصَ الذَّهبيَّ، فصاحَ الطائرُ، وأُمسِكَ بهِ. وفي الصَّباحِ، حُوكِمَ وأُصدِرَ الحُكمُ عليهِ بالإعدامِ.
لكنَّهُ لم يُطِعْ، ووُضِعَ في السِّجنِ مُجددًا، وطُلِبَ منهُ أن يُحضِرَ الأميرةَ الجميلةَ.
لكنَّهُ وافقَ على طَلبِها، وأُمسِكَ به. وأمرهُ الملك أن يُزِيلَ تلًّا ضَخمًا في ثمانيةِ أيام.
في اللَّيلةِ السَّابعةِ، جاءَ الثعلبُ وساعدَهُ، وهَدَمَ التلَّ، فأعطاهُ الملكُ الأميرةَ، ثم عادَ إلى الملوكِ الأُوَلِ بالحِصانِ والطَّائرِ.
نَفَّذَ خطَّةَ الثعلبِ بدقَّةٍ، واستعادَ كلَّ شيء، وشَكَرَهُ.
لكنَّهُ رأى إخوتَهُ على المَشنَقَةِ، فأنقذَهُما، وجلسَ معَهُما عند النَّهرِ، وهناكَ خاناهُ وألقَياهُ في الماءِ!
لكنَّهُ سَقَطَ على صَخرةٍ، ولم يغرقْ، وجاءهُ الثعلبُ وسحَبَهُ من الماءِ.
وبِالفعلِ، عادَ إلى القصرِ، وما إن رآهُ الحِصانُ حتّى أكلَ، والطَّائرُ غنَّى، والأميرةُ ضَحِكَت.
فأخبرَ الملكَ بالحقيقةِ، وسُجِنَ الإخوةُ، وتَزَوَّجَ الابنُ الأصغرُ الأميرةَ، وورِثَ المملَكةَ.
وفي نِهايةِ القصةِ، عادَ إلى الغابةِ، حيثُ قابَلَ الثعلبَ من جديدٍ.
وما إن قَتَلَهُ، حتّى تحوَّلَ إلى أميرٍ وسيمٍ، كانَ هو شقيقَ الأميرةِ الذي فُقِدَ مُنذُ سِنين!
الحِكمَةُ من القِصَّةِ
كُن مُطيعًا، واصغِ للنَّصيحة، فالغرورُ والتمرُّدُ يُؤدِّيان إلى الخُسارة، بينما الطِّيبُ والحِكمةُ يَصنَعان النَّجاح.
إرسال تعليق