من يستحق العظمة؟!
في يومٍ من الأيام، قال رجلٌ من البخلاء لأولاده:
– اشتروا لي لحمًا!
سارع الأبناء فرحين، ظنًّا أنهم سيأكلون طعامًا دسمًا أخيرًا.
اشتروا اللحم كما أمرهم، فجاء الأب وأمر بطبخه، وتولّى الإشراف عليه بنفسه، حتى نضج تمامًا.
جلس إلى الطعام، والأبناء يحيطون به يرقبونه بعينٍ جائعة ونفسٍ متشوّقة.
لكن البخيل أكل اللحم... قطعة بعد قطعة، قضمة تلو الأخرى، حتى لم يُبقِ في الطبق إلا عظمة يتيمة.
نظر إلى أولاده وابتسم بخبث، ثم قال:
– لن أعطي هذه العظمة لأحدكم... إلا لمن يُحسن وصف أكلها!
تقدّم الابن الأكبر، وقال:
– أما أنا يا أبت، فأشمها وأمصّها حتى لا أدع للذر فيها مقيلًا!
فقال الأب:
– لست بصاحبها!
قال الأوسط:
– ألوكها وألحسها حتى لا يُعرف، أهي من هذا العام أم من العام الماضي!
قال الأب:
– لست بصاحبها!
ثم تكلم الأصغر وقال:
– أنا يا أبت أمصّها، ثم أدقّها حتى تصير كالدقيق، ثم أسفّها سفًّا!
فضحك الأب وأعجبته إجابته وقال:
– أنت صاحبها! خذها... زادك الله معرفةً وحزمًا!
إرسال تعليق