سندريلا
الفصل الأول: بيت الحزن
في قديم الزمان، كانت هناك فتاة جميلة وطيبة القلب تُدعى سندريلا. كانت تعيش في قصر كبير مع والدها، وهو رجل نبيل وحنون. كانت حياتها مليئة بالحب والراحة.
لكن بعد فترة، مرض والدها وتزوج امرأة أخرى لتهتم بسندريلا. كانت تلك المرأة تُظهر الطيبة في البداية، لكنها كانت في الحقيقة قاسية وغيورة. وكان لها ابنتان، أنانيتان، لا تحبان سندريلا.
وبعد وفاة والد سندريلا، تغير كل شيء.
صارت زوجة أبيها تعاملها كخادمة. أجبرتها على العمل طوال النهار، تنظف وتطهو وتخدم الجميع. أما سندريلا، فكانت صامدة وصبورة، لا تشتكي، رغم تعبها، وكانت تغني لنفسها لتخفف الحزن.
وسمّوها "سندريلا" لأن رماد المدفأة كان يلطخ وجهها وثيابها، فهي تنام قرب النار من شدة البرد.
الفصل الثاني: دعوة من القصر
وذات يوم، عمّت البهجة في المملكة، فقد أعلن الملك عن إقامة حفل كبير في القصر الملكي، لاختيار عروس لابنه الأمير الوسيم!
وصلت الدعوة إلى كل البيوت، بما في ذلك بيت سندريلا.
فرحت الفتاتان بشدة، وأخذتا تطلبان أجمل الفساتين والمجوهرات. أما سندريلا، فقد قالت بخجل:
"هل أستطيع الذهاب إلى الحفل؟"
ضحكت زوجة أبيها بازدراء، وقالت:
"أنتِ؟ إلى القصر؟ انظري إلى نفسك!"
لكنها وعدتها أنها ستسمح لها إن انتهت من كل الأعمال المنزلية، ووجدت ثوبًا مناسبًا.
عملت سندريلا بجد، واستعادت ثوبًا قديمًا لوالدتها، وزينته ببعض الشرائط والدانتيل. ولكن، عندما رآه أختاها، مزقتاه بالحسد!
جلست سندريلا تبكي وحيدة في الحديقة، بينما انطلقت زوجة أبيها وابنتاها إلى الحفل.
الفصل الثالث: السحر الجميل
وبينما كانت سندريلا تبكي، ظهرت أمامها سيدة طيبة مشرقة، وقالت بلطف:
"لا تبكي يا صغيرتي، أنا عرابتك السحرية، وسأساعدك."
لوّحت بعصاها السحرية، فحولت يقطينة كبيرة إلى عربة فاخرة، والفئران إلى خيول بيضاء، والثوب الممزق إلى أجمل فستان حريري مزين بالذهب والماس.
ثم أعطتها حذاءين من الزجاج النقي، وقالت:
"لكن تذكري، يا سندريلا، يجب أن تعودي قبل منتصف الليل، لأن السحر سيزول بعد الساعة الثانية عشرة!"
ركبت سندريلا العربة، وذهبت إلى القصر.
الفصل الرابع: الأميرة المجهولة
حين دخلت سندريلا القاعة، انبهرت الأنظار بها. لم يعرفها أحد، حتى زوجة أبيها وابنتاها!
كان الأمير يقف ينتظر ضيفاته، لكنه عندما رأى سندريلا، توقف الزمن في عينيه. تقدم إليها، وقال:
"هل تسمحين لي بهذه الرقصة؟"
رقصا معًا طويلاً، وتحدثا، وضحكا. لم يلتفت الأمير لأي فتاة سواها.
لكن، عندما دقت الساعة الثانية عشرة...
تذكرت سندريلا الوعد، فركضت مسرعة إلى الخارج، تاركة الأمير مذهولًا، ولم تترك خلفها سوى حذاء زجاجي صغير سقط من قدمها أثناء الركض.
الفصل الخامس: البحث عن الفتاة
لم يَنَم الأمير تلك الليلة. في الصباح، قرر أن يبحث عن تلك الفتاة الجميلة التي خطفت قلبه. قال:
"سأتزوج الفتاة التي يناسبها هذا الحذاء الزجاجي."
أرسل الملك رجال القصر إلى كل بيت في المملكة، ومعهم الحذاء الزجاجي. حاولته كل الفتيات، لكن لم يناسب قدم أيٍّ منهن.
ووصلوا أخيرًا إلى بيت سندريلا. جربته الأختان، فكان الحذاء ضيقًا جدًا عليهما.
وعندما طلبت سندريلا تجربته، قالت زوجة أبيها:
"إنها خادمة، لا علاقة لها بالأمر!"
لكن الحارس قال بلطف:
"الأمر من الأمير نفسه. كل فتاة لها الحق بالمحاولة."
جلست سندريلا، وجربت الحذاء...
وكان مناسبًا تمامًا!
ثم أخرجت الحذاء الآخر من جيبها، ولبسته أيضًا. في تلك اللحظة، ظهرت العرّابة، وأعادت لها ثوبها الملكي الساحر.
صُدم الجميع، أما الأمير، فقد عرفها فورًا، وركع أمامها وقال:
"هل تقبلين أن تصبحي أميرتي؟"
أومأت سندريلا بسعادة، وقالت:
"نعم، من كل قلبي!"
الفصل السادس: نهاية سعيدة
أُقيم حفل زفاف رائع في القصر، حضره الجميع. وعاشت سندريلا والأمير في سعادة، وكانت دائمًا كريمة القلب، لا تنسى من يحتاج المساعدة.
أما زوجة أبيها وابنتاها، فقد ندمت كل واحدة على قسوتها، وعاش الجميع بسلام بعد ذلك.
العبرة من القصة
علّمتنا سندريلا أن الصبر، واللطف، والإيمان بالنفس يمكن أن تغيّر مصير الإنسان، مهما كانت حياته صعبة.
إرسال تعليق