صورة الشيطان!
يقول الجاحظ في واحدة من طرائفه الساخرة:
بينما كنتُ جالسًا عند باب داري ذات يوم، جاءتني امرأة غريبة لا أعرفها. كانت تنظر إليّ بإمعان، ثم قالت لي بنبرة جدية:
– لي إليك حاجة، وأريد أن تسير معي.
تعجّبت من طلبها، لكن الفضول غلبني، فقمتُ معها ومشيت صامتًا دون أن أسأل.
سارت بي حتى وصلنا إلى دكان رجل صانع، يبدو عليه أنه حفّار أو نقّاش.
وقفت المرأة أمام الصانع وأشارت إليّ بإصبعها ثم قالت:
– مثل هذا تمامًا!
ثم انصرفت من فورها، دون أن تشرح أو توضح أي شيء، وتركتني واقفًا في حيرة من أمري!
فاستدرت نحو الصانع وسألته بدهشة:
– ما قصدها؟ ما حكايتها؟!
فابتسم الصانع وهو يكتم ضحكة وقال لي بلطف:
– لا تؤاخذني يا سيدي... جاءتني هذه المرأة قبل قليل تحمل قطعة من الحصى، وطلبت مني أن أنقش لها عليها صورة شيطان!
فقلت لها:
– سيدتي، أنا ما رأيت الشيطان قط، فكيف أنقش صورته؟!
فانطلقت، وعادت بعد قليل... ومعها أنت!
إرسال تعليق