فِي غَابَةٍ بَعِيدَةٍ، عَاشَ ثَعْلَبٌ ذَكِيٌّ يُسَمَّى "فَرْفُور"، وَكَانَ يُحِبُّ الْهُدُوءَ وَالْعَيْشَ بِالسَّلَامِ مَعَ سَائِرِ الْحَيَوَانَاتِ. وَلَكِنْ، كَانَ فِي نَفْسِ الْغَابَةِ ذِئْبٌ شَرِيرٌ يُسَمَّى "ضَرْغَام"، يُخِيفُ الْحَيَوَانَاتِ وَيُخَادِعُهُمْ لِيَسْرِقَ طَعَامَهُمْ.
فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ، جَاءَ "ضَرْغَامُ" إِلَى "فَرْفُورٍ" وَقَالَ:
ضَرْغَامُ: أَيُّهَا الثَّعْلَبُ، هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَ مَعِي وَلِيمَةً لَذِيذَةً؟
فَرْفُورُ (بِحَذَرٍ): وَمِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ بِهَذِهِ الْوَلِيمَةِ؟
ضَرْغَامُ (بِكِبْرٍ): سَرَقْتُهَا مِنْ عِشِّ الطُّيُورِ! كَانُوا غَافِلِينَ، فَخَطَفْتُ بَيْضَهُمْ وَهَرَبْتُ!
غَضِبَ "فَرْفُورُ" فِي سِرِّهِ، لِأَنَّهُ يَعْرِفُ أَنَّ الظُّلْمَ وَالْخِدَاعَ لَا يَجْلِبَانِ سِوَى الْمَصَائِبِ.
فَرْفُورُ: أَنَا لَا آكُلُ مَا لَيْسَ لِي، وَلَا أُحِبُّ السَّرِقَةَ. أَعْتَذِرُ.
غَضِبَ "ضَرْغَامُ" وَقَالَ:
"إِذًا، سَأَسْرِقُ طَعَامَكَ أَنْتَ أَيْضًا!"
وَفِي اللَّيْلِ، حَاوَلَ الذِّئْبُ أَنْ يَدْخُلَ مَخْبَأَ "فَرْفُور"، وَلَكِنَّ الثَّعْلَبَ الذَّكِيَّ كَانَ قَدْ نَصَبَ فَخًّا صَغِيرًا مِنْ أَغْصَانِ وَحِبَالٍ، فَوَقَعَ فِيهِ الذِّئْبُ وَصَاحَ
ضَرْغَامُ: أَخْرِجْنِي! أَنْقِذْنِي!
فَجَمَعَ "فَرْفُورُ" جَمِيعَ الْحَيَوَانَاتِ، وَقَالَ:
"مَنْ يُؤْذِي غَيْرَهُ سَيُؤْذَى، وَمَنْ يَسْرِقُ يُعَاقَبْ. لَكِنَّنَا سَنَسْمَحُ لَكَ بِالْعَفْوِ هَذِهِ الْمَرَّةَ، إِنْ وَعَدْتَنَا بِأَنْ تَتُوبَ."
وَوَعَدَ "ضَرْغَامُ" بِالصِّدْقِ وَالتَّغْيِيرِ، وَتَعَلَّمَ دَرْسًا غَالِيًا.
🦉 الْعِبْرَةُ:
كُنْ صَادِقًا وَعَادِلًا، فَالشَّجَاعَةُ الْحَقِيقِيَّةُ هِيَ فِي الْخَيْرِ، لَا فِي الْقُوَّةِ وَالْخُدْعَةِ.
إرسال تعليق