الابن الغبي

 


في أحد الأيام، سافر الأب في رحلة طويلة. وعندما عاد، كان ابنه الصغير ينتظره في المطار بلهفة واشتياق. عانقه بقوة، وسارا معًا نحو الخارج.

قال الأب وهو يبتسم: "كيف مرت الأيام في غيابي يا بُني؟ هل حدث شيء جديد؟ هل أنتم بخير؟"

رد الصغير بثقة: "كل شيء على ما يرام، يا أبي، فقط هناك شيء صغير... عصا المكنسة انكسرت منذ أسبوع."

ضحك الأب بلطف وسأله: "وكيف انكسرت عصا المكنسة؟"

أجاب الصغير وهو يومئ بجدية: "كما تعرف يا أبي... عندما تسقط الناقة على شيء، فإنها تكسره!"

توقف الأب مستغربًا: "الناقة؟ تقصد ناقتنا الحبيبة؟"

قال الطفل مؤكدًا: "نعم يا أبي، لقد كانت تركض مذعورة، فدهست المكنسة وسقطت فوقها، فانكسرت العصا."

هز الأب رأسه وسأل: "وهل الناقة بخير؟"

أطرق الطفل برأسه وقال بصوت حزين: "لقد ماتت البارحة..."

صاح الأب بدهشة: "مـاتت؟! ولماذا كانت تركض خائفة هكذا؟"

أجاب الطفل: "كانت تهرب من النيران..."

فتح الأب عينيه بدهشة أكبر: "نيران؟! أي نيران؟!"

قال الطفل: "لقد اندلعت النيران في منزلنا واحترق..."

وقف الأب مذهولًا وسأله: "منزلنا احترق؟! كيف؟! من تسبب في هذا؟"

رد الطفل بصوت خافت: "أخي أحمد... رحمه الله."

تفاجأ الأب وسأله بصوت مرتجف: "هل مات أحمد؟!"

قال الطفل: "نعم، كان يدخن سيجارة، فسقطت على السجادة، واشتعل المنزل... ولم ينجُ."

صرخ الأب: "كان يدخن؟! ولماذا؟!"

قال الطفل: "كان حزينًا يا أبي... لأنه افتقد أمي."

تجمد الأب وسأل بسرعة: "وماذا عن أمك؟!"

قال الطفل والدموع تملأ عينيه: "لقد توفيت... رحمها الله."

وبينما الأب يسمع كل هذا، لم يحتمل وقع المفاجآت، وسقط على الأرض...

Post a Comment

أحدث أقدم