رجل أشمط وامرأة فائقة الذكاء

رجل أشمط وامرأة فائقة الذكاء


A disheveled man and a very intelligent woman


في أحد الأيام، مرّ رجلٌ أشمط (أي قليل الشعر أو أصلع) على امرأة ذات جمال فائق، يخطف الأنظار.

اقترب منها وهو يبتسم ويقول:

– يا هذه، إن كنتِ متزوجة، فبارك الله لك في زوجك، وإن كنتِ غير متزوجة فأعلِميني!

فابتسمت المرأة وأجابت:

– كأنك تخطبني؟

قال الرجل:

– نعم، كذا أريد.

فقالت بذكاءٍ وابتسامة مُتحدية:

– فيَّ عيبٌ صغير.

سألها الرجل:

– وما هو؟

قالت:

– شيبٌ في رأسي.

تفاجأ الرجل، وثنى عنان دابته، كأنه يراجع كلامه، لكنه لم يصدقها، فقالت له:

– على رسلك! لا والله، لم أبلغ العشرين سنة، ولم أرَ شعرة بيضاء في رأسي.

ثم همست:

– لكنني أردت أن أعلمك أني أكره منك كما تكره مني.

ونشَدت بيتًا من الشعر، يُقال إنه من نظم ابن المعتز:

"رأين الغواني الشيب لاح بمفرقي، فأعرضن عني بالخدود النواضر."

كان ردّها ذكياً لدرجة جعل الرجل يخجل من نفسه، ويُعجب بفصاحتها وذكائها أكثر من جمالها.

هكذا كانت المرأة العربية، معتدة بنفسها وكرامتها، كما أن العرب معروفون بذكائهم وفطنتهم وردودهم الذكية التي لا تُنسى.

Post a Comment

أحدث أقدم