اختراع الزجاج
كانَ يا مَا كَان، فِي زَمَنٍ قَدِيمٍ، وَفِي بِلادٍ بَعِيدَةٍ تَطُلُّ عَلَى البَحرِ، عَاشَ قَومٌ يَصنَعُونَ أَجْمَلَ الأَشيَاءِ مِنَ الطِّينِ وَالحَجَرِ وَالخَشبِ.
لكن كانت هناك مشكلة كبيرة!
فعندما يريد الناس أن يُغلقوا نوافذ بيوتهم، لا يرون ما في الخارج…
وإذا فتحوها ليروا، دخل الغبار والبرد والرياح!
🍃🪟
في بلدة صغيرة تُدعى "صَيْدَا" على شاطئ البحر الأبيض المتوسط (في ما يُعرف اليوم بلبنان)، عاش صبيّ اسمه نَامِر، وكان يساعد أباه الذي يعمل في صناعة الأواني الفخارية.
في أحد الأيام، بينما كان القوم يُعدّون الطعام على شاطئ البحر، أحضر أحدهم كتلة من "الملح الحجري" أو كما كانوا يسمّونه قديمًا النطرون، ووضعه قرب النار على الرمال الساخنة. لم ينتبه أحد، لكن نامر كان يراقب!
🔥 وفجأة، بدأ شيء عجيب يحدث...
امتزج النطرون بالرمل، واندمج بفعل الحرارة، وبدأ يسيل كالماء لكنه يلمع كالنجوم! وعندما برد قليلاً، صار جسمًا صلبًا شفافًا!
👀 صرخ نامر:
– "أبي! انظر! إنه حجر... لكن يمكنني أن أرى من خلاله!!"
أُعجب الأب بما رأى، وقال:
– "لقد رأيتُ شيئًا يشبه السِّحر... لكنه ليس سحرًا، بل علمٌ من نارٍ ورمل!"
وهكذا، كانت تلك أوّل مرة يُصنع فيها الزجاج عن طريق الصدفة، بمزيج من الرمل والنطرون والنار القوية.
💡 ومنذ ذلك اليوم، بدأ القوم يُجَرّبون. أضافوا الرمل الناعم من البحر، والنطرون، ورفعوا الحرارة، وصبّوا الخليط في قوالب... فصنعوا أواني زجاجية!
🌍 ومع مرور السنين، انتقلت هذه الحرفة من صيدا إلى مصر القديمة، حيث استخدم الفراعنة الزجاج في صنع القوارير والعطور، ثم إلى روما، وهناك أبدعوا في تشكيله ليصنعوا النوافذ لأول مرة.
🚢 ثم حمل البحّارة الزجاج معهم إلى بلاد الشام، وفارس، والهند، ثم إلى أوروبا، حتى أصبحت مدينة فينيسيا في إيطاليا مشهورة بأجمل أنواع الزجاج الشفّاف والملون.
👦 أما نامر؟ فقد كَبُر، وأصبح أوّل "زَجَّاج" في منطقته، وراح يعلّم الأطفال كيف يحوّلون الرمل العادي إلى نوافذٍ ترى من خلالها الشمس والنجوم!
💭 ماذا تعلّمنا من القصة؟
الزجاج مصنوع من الرمل والنار وبعض المواد الكيميائية.
أول من اخترعه كانوا الفينيقيين (منطقة صيدا حاليًا)، عن طريق الصدفة!
الزجاج مهم لأنه يُستخدم في النوافذ، النظارات، الأواني، وحتى في الهواتف الذكية!
إرسال تعليق