جنات الجميلة
في مدينةٍ هادئة، كان هناك طريق صغير تتخذه الطفلة جنات كل يوم وهي تتجه إلى مدرستها. كانت جنات تبلغ من العمر عشر سنوات، ووجهها يُشع نورًا وطيبة، وأحاديثها دائمًا مليئة بالحب والاحترام.
وفي صباح مشمس، وبينما كانت تمشي كالعادة، سمعت صوت نباح قوي يتردد بين الأشجار. توقفت جنات ومالت برأسها لتستكشف مصدر الصوت، ومشت بحذر حتى وصلت إلى بقعة مظللة خلف سور حديقة صغيرة.
وهناك... رأت كلبة أنثى تُصدر نباحًا حادًا، لكن ما لفت نظر جنات أكثر كان وجود ستة كلاب صغيرة ملتفة حولها، بعضها ذكور وبعضها إناث، وكلهم ضعفاء وصغار الحجم، وعينهم تبحث عن الأمان والطعام.
وقفت جنات تتأملهم بقلبٍ نابض بالرحمة، ثم قالت في نفسها: "سأجلب لهم الطعام كل يوم بعد المدرسة... لكن سأستأذن والدتي أولًا، فهي تعرف دائمًا ما هو الأفضل."
وعندما عادت إلى المنزل، ركضت نحو والدتها بحماسة، وبدأت تروي لها كل ما حدث. ابتسمت الأم ابتسامة كبيرة، واحتضنت جنات وقالت لها: "يا حبيبتي، أنا فخورة جدًا بك! الرحمة بالحيوانات نعمة عظيمة، وأنتِ أثبتي أنكِ فتاة طيبة القلب وذات تربية جميلة."
شعرت جنات بسعادة لا توصف، وفهمت أن ما فعلته ليس فقط لطفًا، بل درسًا في الإنسانية. ومن ذلك اليوم، كانت جنات تجلب الطعام للكلبة الصغيرة وجرائها، وتطمئن عليهم، وكأنها حارسة صغيرة للرحمة والحنان.
وهكذا، علّمت جنات كل من حولها أن الجمال الحقيقي لا يكون فقط في الشكل... بل في القلب والنية 🌸💗
إرسال تعليق