حيلة ابن البخيل
يُحكى أن رجلاً من البخلاء استقبل ضيفًا عزيزًا جاء لزيارته بعد غياب. وما إن جلس الضيف في مجلسه، حتى نادى البخيل على ابنه وقال له بصوت مملوء بالتصنع والاهتمام:
– يا بني، لدينا اليوم ضيف كريم على قلبي، ويجب أن نكرمه كما يليق بمقامه... خذ هذا المال واذهب إلى السوق، واشترِ لنا نصف كيلو من أحسن أنواع اللحم.
أخذ الولد النقود وانطلق في طريقه إلى السوق، ولكن طال غيابه، ومرت الدقائق وكأنها ساعات، حتى عاد أخيرًا... لكنه عاد خالي اليدين!
نظر الأب إليه متعجبًا وقال بنبرة فيها توتر:
– أين اللحم يا ولد؟! ألم آمرك أن تشتري لنا أحسن لحم؟!
ابتسم الولد بثقة وقال:
– نعم يا أبي، ذهبت أولًا إلى الجزار وقلت له: "أعطني أفضل ما عندك من لحم." فابتسم وقال لي: "سأعطيك لحمًا كأنه الزُّبد."
فكرت لحظتها وقلت في نفسي: إذا كان اللحم كأنه الزُّبد، فلماذا لا أشتري الزُّبد نفسه؟! فهو ألين وأطيب!
وهكذا تركت الجزار وذهبت إلى البقال وقلت له: "أعطني أحسن ما عندك من الزُّبد." فقال لي: "سأعطيك زُبدًا كأنه الدِّبس."
قلت في نفسي: ما دام الزُّبد كالدِّبس، فلِمَ لا أشتري الدِّبس مباشرة؟! فهو أحلى وألذ!
فتركت البقال وذهبت إلى بائع الدِّبس، وقلت له: "أعطني أفضل دِبس لديك." فقال لي: "سأعطيك دِبسًا كأنه الماء الصافي."
وهنا قلت لنفسي: إذا كان الدِّبس كالماء الصافي، فعندنا ماء صافٍ في البيت، فلماذا أشتري شيئًا؟!
وها أنا عدت دون أن أشتري شيئًا... حرصًا على المال، واتباعًا لحسن التدبير.
فنظر الأب إلى ابنه نظرة إعجاب، وربت على كتفه وقال:
– يا لك من صبي ذكي وحكيم... لكنّك نسيت أمرًا واحدًا!
– وما هو يا أبي؟!
– لقد استهلكت حذاءك من كثرة الجري بين الدكاكين.
ابتسم الابن بخبث وقال:
– لا تقلق يا أبي... فقد لبست حذاء الضيف!
🌟 ما هو الزُّبْد؟
الزُّبد هو شيء ناعم وأصفر، يُصنع من الحليب.
تقوم الأم أو الجدة بخضّ الحليب (تحريكه بسرعة) حتى يظهر الزبد، ويُستخدم في الطعام مثل دهن الخبز أو طبخ الأكل.
طعمه لذيذ وطريّ، مثل الكريم!
🍯 ما هو الدِّبْس؟
الدِّبس هو شراب سميك ولونه بني أو غامق، يُصنع من التمر أو العنب أو السكر.
يكون حلو جدًا مثل العسل، ونضعه أحيانًا على الخبز أو الحلويات.
طعمه يشبه الحلوى!
إرسال تعليق