جنات الأمينة

في صباحٍ مشرق داخل فناء المدرسة، كانت هناك طفلة جميلة تُدعى جنات تلعب بكل نشاط وفرح مع صديقاتها. وبينما كانت تركض وتقفز، لمحت شيئًا يلمع على الأرض بالقرب من الشجرة الكبيرة. اقتربت منه، وإذا بها تجد مبلغًا من المال موضوعًا على الأرض دون أن يكون حوله أحد.

توقّفت جنات للحظة، وتفكّرت: "هل تأخذه لنفسها؟ أم تبحث عن صاحبته؟" لكن قلبها الطيب وأخلاقها العالية دفعتها لاتخاذ القرار الصحيح. التقطت المال بهدوء، وركضت نحو صفّها لتعطيه للمعلمة.

نظرت إليها المعلمة بدهشة وقالت: "كيف وجدتِ هذا المال؟" فردّت جنات بثقة وصدق: "كنت ألعب في الفناء، فوجدته على الأرض، ولم يكن أحد بجانبه... فأحضرته إليكِ."

ابتسمت المعلمة وقالت لها بحنان: "أنتِ حقًا طفلة أمينة. رغم أنه لا أحد رآك، اخترتِ أن تفعلي الصواب!"

وبعد دقائق، دخلت ثوابة صديقة جنات مسرعة، تتلفت يمينًا ويسارًا وهي تقول: "أضعت مالي! هل رآه أحد؟"

فابتسمت المعلمة وقالت: "إن مالكِ في أمان، بفضل جنات!" ثم أعطتها المبلغ، ففرحت ثوابة كثيرًا وقالت: "شكرًا جزيلًا!" لكن المعلمة أشارت إليها بلطف: "الشكر الحقيقي يجب أن يُقال لجنات، فهي من وجدته وحفظته لكِ."

اتجهت ثوابة نحو جنات واحتضنتها وهي تقول: "أنتِ صديقةٌ رائعة، شكرًا على أمانتك!" ابتسمت جنات، وشعرت بقيمة ما فعلت، فعرفت في تلك اللحظة أن الأمانة لا تُكافأ بالمال، بل تُكافأ بالاحترام والحب الذي تزرعه في قلوب من حولها.