جَنَّاتُ وَالْعُصْفُورُ الحَزِينُ

🐥 جَنَّاتُ وَالْعُصْفُورُ الحَزِينُ

قصة شعرية مشوّقة عن الفقد والنمو موجهة للأطفال

في الحديقة قد نرى الطيور تطير وتغني… لكنّ لكلّ طائر حكاية!
في هذه القصة، تلتقي جَنَّات بعصفور حزين… وتمنحه كلمة تُغيّر قلبه.

جنّات تلاحظ عصفورًا حزينًا لأنه فقد أمه.
تواسيه بلطف وتُذكّره بما تعلّمه منها.
يتشجّع العصفور، ويعود للطيران من جديد.

صَافَحَتْ جَنَّات وَجْهَ النَّهَارِ، وَخَرَجَتْ إِلَى الحَدِيقَةِ،

تَلْهُو وَتَتَمَايَلُ مَعَ النَّسِيمَاتِ العَلِيلَةِ، فَصَادَفَتْ طُيُورًا تَمْرَحُ وَتُغَرِّدُ،

وَكَانَ صَوْتُهَا البَدِيعُ يُزِيدُ المَنْظَرَ جَمَالًا وَبَهَاءً.

وَلكِنَّ أَحَدَ العَصَافِيرِ كَانَ صَامِتًا، سَاهِيًا،

وَفِي عَيْنَيْهِ دَمْعَتَانِ تَتَلَأْلَآنِ.

دَنَتِ الطِّفْلَةُ بِحَذَرٍ، وَسَمِعَتْهُ يُحَادِثُ نَفْسَهُ:

"رَحَلْتِ أَيَّتُهَا الأُمُّ... فَكَيْفَ أَحْيَا بِدُونِكِ؟"

ثُمَّ أَطْلَقَ تَرْنِيمَةً حَزِينَةً تُوجِعُ القَلْبَ.

شَعَرَتْ جَنَّات بِحُزْنِهِ، فَاقْتَرَبَتْ إِلَيْهِ، وَقَالَتْ بِلُطْفٍ:

"لَمْ تَتْرُكْكَ أُمُّكَ يَا صَغِيرِي...

وَلَكِنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تَرَاكَ كَيْفَ تَنْضُجُ وَتَكْبُرُ.

أَنْتَ لَسْتَ وَحِيدًا، فَقَدْ مَنَحَتْكَ الجَنَاحَيْنِ لِتَنْطَلِقَ إِلَى الحَيَاةِ.

أَنْتَ تَعْرِفُ كَيْفَ تَطِيرُ، وَتَبْحَثُ عَنْ طَعَامِكَ."

أَنْصَتَ العُصْفُورُ بِاهْتِمَامٍ، وَظَهَرَتْ عَلَى وَجْهِهِ عَلَامَاتُ الرِّضَا.

فَقَالَ: "إِنِّي جِئْتُ إِلَى الحَدِيقَةِ لِأَسْمَعَ الأَصْوَاتَ الجَمِيلَةَ،

وَأُشَاهِدَ المَنَاظِرَ السَّاحِرَةَ، فَهَيَّا مَعَ بَاقِي العَصَافِيرِ!"

وَأَخَذَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، وَيَتَذَكَّرُ أَنَّ أُمَّهُ عَنِيَتْ بِهِ مُنْذُ وُلِدَ.

أَطْعَمَتْهُ، وَسَقَتْهُ، وَحَمَلَتْهُ فِي عُشٍّ عَلَى أَعْلَى الشَّجَرَةِ،

وَحَمَتْهُ مِنَ الخَطَرِ، وَعَلَّمَتْهُ كَيْفَ يُحَلِّقُ فِي الفَضَاءِ،

وَكَيْفَ يَبْنِي عُشَّهُ، وَيَلْتَقِطُ طَعَامَهُ.

عِنْدَهَا، غَرَّدَ العُصْفُورُ بِفَرَحٍ، مُتَأَكِّدًا أَنَّ أُمَّهُ تُرَاقِبُهُ،

وَأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يُثْبِتَ لَهَا أَنَّهُ جَدِيرٌ بِالاحْتِرَامِ،

وَأَنَّهُ سَيَنْجَحُ فِي الِاخْتِبَارِ الَّذِي وَضَعَتْهُ لَهُ.

الحسود والبخيل والملك الحكيم