في صباح يوم مشمس، جاء رجل غني إلى جحا وقال له بابتسامة عريضة: "يا جحا! أريدك أن تتغذى معي على العيش والملح!"
فرح جحا كثيرًا، وظن أن صديقه قد أعد له وليمة شهية. فتوقف عن الأكل طيلة اليوم ليذهب إلى الوليمة وهو جائع جدًا.
وعندما دقت الساعة وقت الظهر، ذهب جحا بخطوات متحمسة إلى بيت الغني. وما إن دخل حتى فوجئ بصحن فيه فقط... عيش وملح! فتح عينيه بدهشة، لكنه جلس وأخذ يأكل لأنه كان شديد الجوع.
وأثناء الأكل، أخذ الغني يضحك ويقول: "يا جحا! يبدو أن شهيتك مفتوحة! كُل كُل، طعام لذيذ! الله، ما أطيب هذا العيش!"
جحا كان يغلي من الداخل، لكنه لم يقل شيئًا. بل تابع الأكل بصمتٍ غاضب.
وفجأة مرّ شحاذ عند باب البيت، وقال للغني: "يا سيدي، أعطني مما أعطاك الله."
رد الغني بغضب: "اذهب من هنا أيها الشحاذ! وإلا نزلت عليك بالعصا!"
لكن الشحاذ لم يتحرك، بل أصر على طلبه.
عندها تدخل جحا وقال للشحاذ مازحًا: "أنصحك أن تنصرف، وإلا نزل إليك وكسر رأسك... فأنا أعلم أن هذا الرجل لا يقول إلا الصدق!"
فضحك الشحاذ، وفهم المقصد، بينما جلس جحا يهمس في نفسه: "العيش والملح على طريقته يحتاج إلى سكينة وصبر... وربما درع!
إرسال تعليق