في صباحٍ غائم، عاد جحا إلى بيته ليجد زوجته حزينة، تجلس في زاوية الغرفة تمسح دموعها بصمت. اقترب منها بلطف وسأل: "ما بكِ يا طيبة القلب؟ لماذا كل هذه الدموع؟"
نظرت إليه بحزن وقالت: "لا أظن أنك تحبني يا جحا!"
تفاجأ جحا وقال: "ماذا تقولين؟! ما الذي جعلكِ تفكرين بذلك؟"
قالت وهي تُشير إلى الغسيل المعلّق: "اليوم غسلت ثيابي، ولم تشرق الشمس. ألا تعرف المثل؟ يقولون: من يحبها زوجها، تشرق الشمس لها!"
ضحك جحا ضحكة خفيفة، ثم رفع يديه إلى السماء وقال بدعاء صادق ومضحك في آن: "يا رب، أرجوك أن تُشرق الشمس لتصدّق زوجتي أني أحبها!"
لكن ما إن أنهى كلامه، حتى بدأ المطر يهطل بغزارة، وتلألأ البرق في السماء، فأصبحت الأرض مبلّلة والسقف يهتز بصوت الرعد!
وقف جحا ينظر إلى السماء باستغراب وقال: "يا ربي... هل هذا يُرضيك؟! أنا أدعوك بكل حب لتشرق الشمس... فتُمطر وتبرق! ماذا تريد؟ أن تمسكني وتضربني؟! أنا أقول: أحبها! لم أقل أكرهها!"
ضحكت الزوجة من قلبها، وتبخّرت دموعها في لحظة، فقد فهمت أن حب جحا لا يحتاج إلى شمس لتثبته، بل يكفي صدقه وطرافته التي لا مثيل لها.
ومنذ ذلك اليوم، كلما رأوا الغيوم في السماء، قالت زوجة جحا مازحة: "انظر! جحا أحبّني أكثر من اللازم اليوم!"
إرسال تعليق