جُحا و الرهان

 


في إحدى ليالي الشتاء الباردة، اجتمع جيران جُحا وهم يضحكون ويتمازحون، وفكّروا في حيلة مرحة ليجعلوا جُحا يقيم لهم مأدبة! فقالوا له:

– يا جُحا، لدينا لك تحدٍ ممتع: إذا تمكنت من الوقوف في ساحة البلدة هذه الليلة حتى الصباح دون أن تشعل نارًا أو تستخدم أي وسيلة تدفئة، سنقيم لك مأدبة على حسابنا... وإذا لم تستطع، فعليك أن تُضيفنا جميعًا!

ضحك جُحا وقال بثقة:

– وهل ترونني أخاف البرد؟ سأريكم جسدي الفولاذي وقلبي الحجري! لا نار ولا لحاف، وسأصمد حتى الصباح، لا تقلقوا!

🚶‍♂️ وفعلاً، ذهب جُحا ووقف وسط الساحة، والريح تعصف من حوله، والبرد يتسلل إلى العظام، لكنّه ثبت مكانه دون أن يشتكي، حتى طلع الصباح.

في اليوم التالي، جاء الجيران إلى الجامع وسألوا:

– كيف كانت ليلتك؟ قال مبتسمًا: – سمعت حفيف الأشجار ورأيت قنديلاً يضيء في البُعد... بدا كأنه على بعد ميل.

وهنا صاح أحدهم: – هذا يعني أنك استدفأت بضوء القنديل! لقد خالفت الشرط!

📜 رغم محاولات جُحا للدفاع عن نفسه، أصرّوا على أنه خسر الرهان، وحكموا عليه بإقامة المأدبة!

ولأن جُحا لا يترك الظُلم بلا رد، خطط لردٍّ ساخر...

🍽️ دعاهم جميعًا لعشاء فاخر، وجلسوا ينتظرونه... مرّت ساعة، ثم أخرى، والجوع بدأ يقرص بطونهم! قالوا: "أين الطعام يا جحا؟"

أجابهم: "اصبروا... الطعام سيُطهى قريبًا!"

أخيرًا خرجوا يبحثون عنه، فوجدوه في الحديقة، وقد علق قِدرًا في أعلى الشجرة، وأسفلها قنديل صغير يضيء بالكاد.

سألوه بدهشة: – ماذا تفعل؟ قال بهدوء: – أعدُّ لكم الطعام. ألا ترون؟ القدر فوق والقنديل تحته!

انفجر الجميع ضاحكين، فقال لهم جُحا:

– قبل أيام قلتم إنني استدفأت بقنديل على بُعد ميل... أما تظنون أن هذا القدر سيغلي بقنديل لا يبعد عنه إلا ذراعًا؟

Post a Comment

أحدث أقدم