جُحا يظهر فجأة
في أحد الأيام، استعار جُحا مبلغًا كبيرًا من أحد أصدقائه التجّار، لكنه لم يستطع تسديده في الوقت المحدد. ومنذ ذلك الحين، أصبح يتجنّب رؤية صاحب الدَّيْن حتى لا يطالبه بالمال. وإذا صادف أنه رآه في الطريق، كان يعتذر له ويطلب مهلة جديدة كل مرة.
وذات صباح، كان جُحا جالسًا عند نافذة بيته المطلة على الطريق، يتأمل المارّة ويتنهد، وفجأة لمح صاحب الدَّيْن قادمًا نحوه! 😱 قفز جُحا مبتعدًا عن النافذة بسرعة البرق، وأسرع إلى زوجته قائلاً بخوف: "تعالي بسرعة! هذا الرجل قادم نحونا! ساعديني وتصرّفي بذكائك!"
سألته زوجته بهدوء: "ماذا أقول له يا جُحا؟" قال جُحا: "اختلقي له أيّ عذر! قولي ما يخطر في بالك، فقط تخلّصي منه دون أن يدخل!"
وقفت الزوجة خلف الباب تترقّب، وعندما طرق الرجل الباب، فتحته قليلًا وسألته: "من الطارق؟"
أجابها بنبرة غاضبة: "ألا تعرفين صوتي؟ لقد جئت إلى هنا مئة مرة! قولي لجُحا أنني لن أغادر قبل أن أراه."
ردّت عليه بابتسامة لطيفة: "وما الذي تودّ قوله له؟ سأبلغه عنك." قال الرجل مستاءً: "ألا يريد أن يواجهني؟ ألا يريد دفع ما عليه؟"
قالت له: "معك كل الحق، لكننا وجدنا طريقة مذهلة لسداد المال!" اندهش الرجل: "حقًا؟! كيف؟!" قالت الزوجة بجدية مرحة: "كل يوم تمر قطعان من الغنم من أمام بيتنا، ويقع منها صوف كثير، فنقوم بجمعه وغزله ونبيعه لنوفّي الدين... والله لا نأكل حق أحد."
لم يتمالك الرجل نفسه من الضحك! 🤣 وسمع جُحا ضحكته، فمدّ رأسه من خلف الباب وقال ضاحكًا: "آه منك أيها المهذار! الآن فقط تضحك بعدما ضمنتَ مالك؟!"
إرسال تعليق