جُحا… افتحي الباب… إن شاء الله
في ليلة هادئة، التفت جحا إلى زوجته وقال بثقة: "سأذهب غدًا إلى سوق البلدة المجاورة، أرجو أن تُعدّي الحمار!" ثم أضاف وهو يتخيل خطته الكاملة: "وإذا كان الجو جميلًا في طريق العودة، فسأمر بالمزرعة."
نظرت إليه زوجته باستغراب وقالت ممازحة: "يا جحا! لماذا لا تقول إن شاء الله؟ أنت دائمًا تخطط وكأنك تملك الغد!" ضحك جحا وقال لها: "قولي ما تشائين... أنا ذاهب للنوم!" ثم غطّ في نوم عميق.
وفي الصباح استيقظ نشيطًا، جهّز نقوده، وركب حماره وخرج مسرعًا نحو السوق دون أن يقول كلمة "إن شاء الله". وفي منتصف الطريق، أوقفته مجموعة من الفرسان وسألوه: "أيها الرجل! كيف نصل إلى القرية؟" لكن جحا تجاهلهم وأجاب ببرود: "لا أعلم."
غضب الفرسان، وأمسكوا بجحا، وصرخوا فيه: "ستدلّنا الآن وإلا لن نتركك بسلام!" سار جُحا أمامهم مُكرَهًا، يُكلّم نفسه ويقول: "ما هذا الحظ؟! أنا في ورطة بسبب كلمة ما قلتها!"
وصلوا إلى القرية، وفجأة بدأت الغيوم تمطر بشدّة، والماء يتساقط على رؤوسهم كالأنهار! وبينما الحمار يسير في الوحل، تعثّر وسقط، وسقط معه جُحا أرضًا! جلس جُحا وهو يئن من الألم، يحاول مساعدة حماره على الوقوف… ثم مدّ يده ليتفقد نقوده… لكنها اختفت! 😱
صرخ قائلاً: "لقد ضاع كل شيء!" بدأ يبحث عنها وسط الطين والماء، دون جدوى.
وأخيرًا، عاد إلى قريته وقد ابتلّت ثيابه، وتكسرت روحه، وظهرت الكدمات على وجهه. وصل إلى باب بيته منهكًا، وطرق الباب بخفّة…
"من الطارق؟!" سألته زوجته.
تنهد جحا وردّ بصوت مبحوح: "أنا جُحا… افتحي الباب… إن شاء الله."
إرسال تعليق