النملة والصرصور
فِي حَقْلٍ جَمِيلٍ وَاسِعٍ، كَانَتْ تَعِيشُ حَشَرَاتٌ كَثِيرَةٌ مَعًا، وَكَانَ بِجَانِبِ الصَّرْصُورِ نَمْلَةٌ نَشِيطَةٌ تُحِبُّ العَمَلَ وَالإِجْتِهَادَ.فِي يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الصَّيْفِ المُشْمِسَةِ، خَرَجَتِ النَّمْلَةُ تَجْمَعُ الطَّعَامَ بِعَنَاءٍ وَاجْتِهَادٍ تَحْتَ الشَّمْسِ الحَارَّةِ، بَيْنَمَا خَرَجَ الصَّرْصُورُ لِيَلْعَبَ وَيَرْقُصَ، وَهُوَ يَضْحَكُ عَلَى النَّمْلَةِ وَيَقُولُ:
"لِمَاذَا تَتْعَبِينَ يَا نَمْلَةُ؟ تَعَالَي نَلْعَبُ وَنَمْرَحُ بَدَلًا مِنَ العَمَلِ!"
مَرَّتِ الأَيَّامُ، وَحَلَّ فَصْلُ الشِّتَاءِ البَارِدُ، وَبَدَأَتِ الأَمْطَارُ تَتَسَاقَطُ بِغَزَارَةٍ.
النَّمْلَةُ كَانَتْ فِي بَيْتِهَا الدَّافِئِ، وَلَدَيْهَا مَا يَكْفِيهَا مِنَ الطَّعَامِ، فَلَا تَحْتَاجُ لِلْخُرُوجِ فِي البَرْدِ أَوِ المَطَرِ.
لَكِنَّ الصَّرْصُورَ، الَّذِي لَمْ يُكَدِّرْ جُهْدَهُ فِي الصَّيْفِ، أَصْبَحَ يَرْتَجِفُ مِنَ البَرْدِ، وَيَخْرُجُ يَبْحَثُ عَنْ طَعَامٍ يُدْفِئُهُ.
رَأَتِ النَّمْلَةُ الصَّرْصُورَ مِنْ نَافِذَتِهَا، فَدَعَتْهُ لِلْدُّخُولِ، وَقَدَّمَتْ لَهُ الطَّعَامَ وَالدِّفءَ.
قَالَ الصَّرْصُورُ وَهُوَ يَشْكُرُهَا:
"تَعَلَّمْتُ يَا نَمْلَةُ أَنَّ الكَسَلَ لَا يُفِيدُ، وَسَأَصْبَحُ نَشِيطًا مِثْلَكِ مِنَ اليَوْمِ."
وَمُنْذُ ذَلِكَ الحِينِ، عَاشَ الصَّرْصُورُ وَالنَّمْلَةُ أَصْدِقَاءَ يَعْمَلَانِ مَعًا وَيَسْتَمْتِعَانِ بِثِمَارِ جُهُودِهِمَا.
إرسال تعليق