فراء الأسد لا يصنع زئيرًا
ذَاتَ مَرَّةٍ، كَانَ الحِمَارُ يَسِيرُ فِي الصَّحْرَاءِ، فَوَجَدَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَرْوَ الأَسَدِ.
فَفَكَّرَ: "لِمَ لا أَلْبِسَ فَرْوَ الأَسَدِ وَأَظْهَرُ كَأَنِّي أَسَدٌ لِيَوْمٍ وَاحِدٍ؟"
وَيُرَى مَا سَيَحْدُثُ مِنَ الحَيَوَانَاتِ، فَهُمْ سَيَحْتَرِمُونَنِي وَيَتَجَنَّبُونَنِي، لأَنِّي سَأَكُونُ الأَسَدَ.
فَلَبِسَ الحِمَارُ فَرْوَ الأَسَدِ وَبَدَأَ يَتَمَخَّرُ فِي الغَابَةِ.
وَكُلُّ الحَيَوَانَاتِ تَنَحَّتْ عَنْ طَرِيقِهِ.
لَكِنَّ الذِّئْبَ المَاكِرَ شَكَّ فِي مَظْهَرِهِ، وَقَالَ:
"أَنْتَ لَسْتَ الأَسَدَ!"
فَحَاوَلَ الحِمَارُ أَنْ يَزْأَرَ كَالأَسَدِ، لَكِنَّ مَا خَرَجَ هُوَ نَهِيقُ الحِمَارِ، وَلَمْ يَكُنْ زَئِيرَ الأَسَدِ.
فَنَهَرَهُ الذِّئْبُ وَقَالَ:
"اِخْلَعْ فَرْوَ الأَسَدِ!"
فَخَجِلَ الحِمَارُ جِدًّا، وَخَلَعَ الفَرْوَ أَمَامَ الجَمِيعِ، وَقَالَ بِصَوْتٍ حَزِينٍ:
"أَرَدْتُ أَنْ أَكُونَ قَوِيًّا لِيَحْتَرِمَنِي الجَمِيعُ، وَلَكِنِّي أَدْرَكْتُ أَنَّ القُوَّةَ لَيْسَتْ فِي المَظْهَرِ."
فَاقْتَرَبَتْ مِنْهُ السُّلَحْفَاةُ العَجُوزُ، وَقَالَتْ:
"كُنْ نَفْسَكَ يَا حِمَارُ، وَطَوِّرْ مَا فِيكَ مِنْ خَيْرٍ، فَكُلُّ مَخْلُوقٍ فِي الغَابَةِ لَهُ دَوْرُهُ وَقِيمَتُهُ."
فَشَكَرَ الحِمَارُ الحَيَوَانَاتِ، وَقَرَّرَ أَنْ يَكُونَ نَفْسَهُ، وَيَفْتَخِرَ بِمَنْ هُوَ، وَأَنْ يُسَاعِدَ الآخَرِينَ بِطِيبِ قَلْبِهِ وَجُهْدِهِ.
الدَّرْسُ: كُنْ نَفْسَكَ، فَالقِيمَةُ فِي الأَعْمَالِ لا فِي الشَّكْلِ.
إرسال تعليق