الخفساء الطيبة

 


في قلب غابة ساحرة ترفرف فيها ألوان الزهور وتتعانق أغصان الأشجار، عاشت خنفساء صغيرة تُدعى "خنفوسة" كانت تملك قلبًا أكبر من جسدها. لم تكن كغيرها من الحشرات؛ بل كانت تبحث دومًا عن فرصة لتزرع البهجة في حياة من حولها.


ذات صباح مشمس، وبينما كانت تتجول تحت ظلال الأشجار، سمعت همهمة ضعيفة صادرة من وراء ورقة كبيرة. اقتربت بحذر، فوجدت دودة صغيرة تحاول التسلق بعناء، وكانت تتشبث بالحافة ولكن قواها خانتها.


قالت خنفوسة بلطف:  

– هل تحتاجين إلى مساعدة يا صغيرة؟  

أجابت الدودة، بأنفاس متقطعة:  

– لا أستطيع الوصول... الورقة بعيدة جدًا!


مدّت خنفوسة قوائمها بسرعة وخفة، وساعدت الدودة على الصعود خطوة بخطوة حتى بلغت القمة. ابتسمت الدودة وهي تلمع عيناها امتنانًا:  

– شكراً لكِ! يا لكِ من خنفساء رائعة.


ومنذ تلك اللحظة، أصبحت خنفوسة رمزًا للطيبة. لم يكن يمرّ يوم دون أن تساعد فيه أحد سكان الغابة، من يرقة تبحث عن مأوى، إلى نملة تحمل الحبوب فوق طاقتها، وصولًا إلى فراشة حزينة بحاجة إلى من يستمع لها. لم تكن تنتظر شكرًا، بل كانت تسعد فقط برؤية الابتسامات تتفتح كما تتفتح زهور الغابة صباحًا.


ومع مرور الأيام، بدأ الجميع يطلق عليها "الخنفساء الطيبة"، وأصبحت مركزًا للثقة والمحبة. كل من يحتاج إلى المساعدة يجد خنفوسة بجانبه، تنشر دفء القلب في عالم صغير مليء بالحياة.


Post a Comment

أحدث أقدم