كانَ هُناكَ قُنْفُذٌ صَغِيرٌ يَسْمّى قُنْفود، يَعيشُ في غَابَةٍ جَمِيلَةٍ وَيُحِبُّ اللَّعِبَ مَعَ الحَيَواناتِ.
لَكِنَّ الحَيَواناتِ كَانَتْ تَخْشَى اللَّعِبَ مَعَهُ،
لِأَنَّ ظَهْرَهُ مَلِيءٌ بِالشُّوكِ، وَهَذا يُؤْلِمُهَا عِنْدَ الاقْتِرابِ.
كَرَةُ الأَرْنَبِ تَمَزَّقَتْ مِرَارًا عِنْدَما لَعِبَ قُنْفود مَعَهُ،
وَيدُ السَّلْحَفاةِ تَأَلَّمَتْ عِنْدَما أَمْسَكَ بِها لِلْتَجَوُّلِ.
فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ، قَرَّرَ قُنْفود أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ، وَلا يَخْرُجَ أَبَدًا،
لِأَنَّهُ يُحِبُّ أَصْدِقَاءَهُ جِدًّا وَلَا يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيهِمْ.
مَرَّ يَوْمَانِ، وَقُنْفودُ مَخْتَبِئٌ فِي بَيْتِهِ، وَلَمْ يَرَ أَحَدًا.
سَأَلَتِ الحَيَواناتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَن سَبَبِ اخْتِفَائِهِ،
وَلَمَّا عَرَفُوا القِصَّةَ، قَرَّرُوا أَنْ يُفَاجِئُوهُ بِهِدِيَّةٍ.
اجْتَمَعَ الأَصْدِقَاءُ وَأَحْضَرُوا لِقُنْفودِ هَدِيَّةً، وَذَهَبُوا إِلَى بَيْتِهِ.
عِنْدَمَا طَرَقُوا الْبَابَ، فَتَحَ لَهُمْ، وَدُمُوعُ الشَّوْقِ تَمْلَأُ عَيْنَيْهِ.
ابْتَسَمَ الأَصْدِقَاءُ وَطَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يَفْتَحَ الهَدِيَّةَ.
فَتَحَ قُنْفودُ الهَدِيَّةَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَجِدْ إِلَّا قِطَعًا صَغِيرَةً مِنَ الفِلِّينِ.
لَمْ يَفْهَمْ مَا هِيَ، فَاقْتَرَبَ الأَصْدِقَاءُ وَوَضَعُوا هَذِهِ القِطَعَ عَلَى أَشْوَاكِ ظَهْرِهِ.
غَطُّوهَا جَمِيعًا، وَحَضَنُوهُ بِحُبٍّ وَقُوَّةٍ.
ثُمَّ انْطَلَقَ قُنْفودُ وَالأَصْدِقَاءُ لِلَّعِبِ فِي الغَابَةِ بِدُونِ خَوْفٍ،
فَالصَّدَاقَةُ أَقْوَى مِنْ أَيِّ مُشْكِلَةٍ!
إرسال تعليق