حكاية النسر
كَانَتْ هُنَاكَ أُنْثَى نَسْرٍ تَعِيشُ عَلَى قِمَمِ أَحَدِ ٱلْجِبَالِ،
وَتَضَعُ عُشَّهَا عَلَى وَاحِدَةٍ مِنَ ٱلْأَشْجَارِ ٱلْعَالِيَةِ.
وَفِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ، بَاضَتْ أَرْبَعَ بَيْضَاتٍ.
وَلَكِنْ... وَقَعَ زِلْزَالٌ شَدِيدٌ هَزَّ ٱلْجَبَلَ،
فَسَقَطَتْ إِحْدَى ٱلْبَيْضَاتِ مِنَ ٱلْعُشِّ،
وَتَدَحْرَجَتْ إِلَى أَسْفَلِ ٱلْجَبَلِ، حَتَّى وَقَعَتْ فِي قِنِّ ٱلدَّجَاجِ!
فَرَأَتْهَا إِحْدَى ٱلدَّجَاجَاتِ، وَأَخَذَتْهَا،
وَٱحْتَضَنَتْهَا حَتَّى فَقَسَتْ،
فَخَرَجَ مِنْهَا نَسْرٌ صَغِير.
رَبَّتْهُ ٱلدَّجَاجَاتُ مَعَ فِرَاخِهِنَّ،
فَكَبِرَ مَعَهُنَّ، وَتَعَلَّمَ مِثْلَهُنَّ،
وَطِوَالَ هَذِهِ ٱلْمُدَّةِ، ظَلَّ يَظُنُّ أَنَّهُ دَجَاجَة!
وَفِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ، بَيْنَمَا كَانَ يَلْعَبُ فِي ٱلسَّاحَةِ،
رَفَعَ رَأْسَهُ وَرَأَى مَجْمُوعَةً مِنَ ٱلنُّسُورِ تُحَلِّقُ فِي ٱلسَّمَاءِ!
فَتَمَنَّى فِي قَلْبِهِ أَنْ يَطِيرَ مِثْلَهَا،
وَلَكِنَّ ٱلدَّجَاجَاتِ بَدَأْنَ يُسْخِرْنَ مِنْهُ،
وَقَالَتْ إِحْدَاهُنَّ:
"أَنْتَ دَجَاجَةٌ! وَلَنْ تَسْتَطِيعَ ٱلتَّحْلِيقَ مِثْلَ ٱلنُّسُورِ!"
فَحَزِنَ ٱلنَّسْرُ ٱلصَّغِيرُ كَثِيرًا،
وَٱسْتَسْلَمَ لِكَلَامِهِنَّ،
وَنَسِيَ حُلْمَهُ فِي ٱلطَّيَرَانِ.
وَعَاشَ حَيَاتَهُ كَأَنَّهُ دَجَاجَة،
حَتَّى مَاتَ...
وَهُوَ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ فِي ٱلْحَقِيقَةِ نَسْرٌ جَبَّار!
إرسال تعليق