في قرية صغيرة وسط الواحات، منذ آلاف السنين، كان يعيش فتى صغير يُدعى "حكيم". كان والده نسّاجاً يصنع الأقمشة الجميلة، لكنهم كانوا يواجهون صعوبة كبيرة: كانت كل قطعة تُخاط يدوياً باستخدام عظمة رقيقة من حيوان صغير، وقد تستغرق الأيام لإصلاح ثوب بسيط!
في مساءٍ هادئ، جلس حكيم قرب النار، وهو يُراقب والدته تحاول أن تمرر الخيط من بين فتحة صغيرة في العظمة. فقال لها: "ماذا لو كانت هناك أداة صغيرة، تملك ثقباً للمرور، وتكون حادة فتشق القماش دون عناء؟"
ضحكت والدته وقالت: "لو وجدت هذا الشيء، سأخيط لك رداءً من نجوم السماء."
من هنا، بدأت المغامرة.
🔨 رحلة الابتكار
في صباح اليوم التالي، قرر حكيم أن يصنع شيئاً جديداً. جمع العظام، والعيدان، وأجزاءً من النحاس الذي وجده قرب النهر. بدأ ينحت ويجرب، يُثقب الأطراف، يُحدّد الأنف... وكل مرة يفشل، يعيد المحاولة.
وبعد أيام طويلة، نجح أخيراً في صنع أداة صغيرة، تُشبه الإبرة التي نعرفها اليوم! كانت دقيقة وفي طرفها ثقب ليمر منه الخيط.
ركض نحو والدته وقال: "جربي هذه!"
مرت الإبرة بسلاسة، وانغرست في القماش بكل خفة وسهولة. اندهشت الأم، وسرعان ما انتشرت أداة "حكيم" في القرية، ثم في القرى المجاورة، ثم عبر الصحارى والبحار...
✨ الإبرة التي غيّرت العالم
بفضل هذه الأداة الصغيرة، أصبحت الخياطة أسرع، واستُخدمت في الطب، وفي صنع المراكب، وفي صنع الملابس الشتوية التي تنقذ حياة الناس. تحولت الإبرة إلى رمز من رموز الذكاء والابتكار.
ومنذ ذلك اليوم، صار يُقال في قريته: "حتى أصغر الأشياء، إن كانت مصنوعة بحبٍ وفكرة، قد تغيّر العالم بأكمله."
إرسال تعليق