بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَ "فَرْفُورُ" الْغَابَةَ مِنْ مَكْرِ "ضَرْغَام"، أَصْبَحَ مَشْهُورًا بَيْنَ الْحَيَوَانَاتِ، وَصَارَ الْكُلُّ يُحِبُّهُ وَيَثِقُ بِهِ.
فِي يَوْمٍ جَمِيلٍ، كَانَ "فَرْفُور" يَجْمَعُ التُّفَّاحَ الْبَرِّيَّ لِيُخَزِّنَهُ لِلشِّتَاءِ، وَفَجْأَةً سَمِعَ صَوْتًا ضَعِيفًا يَأْتِي مِنْ وَرَاءِ الشُّجَيْرَاتِ.
الصَّوْتُ: أَيُّهَا الثَّعْلَبُ... هَلْ يُمْكِنُكَ مُسَاعَدَتِي؟
تَقَدَّمَ "فَرْفُور" بِحَذَرٍ، فَوَجَدَ سُنْجُبًا صَغِيرًا يَبْكِي. كَانَ يُدْعَى "سِنْسِن"، وَقَدْ ضَلَّ طَرِيقَهُ عَنْ عَائِلَتِهِ.
فَرْفُورُ (بِلُطْفٍ): لَا تَبْكِ، أَيُّهَا السُّنْجُبُ. سَأُسَاعِدُكَ فِي الْعُثُورِ عَلَى عَائِلَتِكَ، وَفِي هَذِهِ الأَثْنَاءِ يُمْكِنُكَ الْبَقَاءُ مَعِي.
سِنْسِنُ (بِامْتِنَانٍ): شُكْرًا لَكَ، أَنْتَ طَيِّبٌ جِدًّا!
بَقِيَ "سِنْسِن" مَعَ "فَرْفُور" أَيَّامًا، وَتَعَلَّمَ مِنْهُ كَيْفَ يَجْمَعُ الطَّعَامَ، وَكَيْفَ يَكُونُ شُجَاعًا، وَكَيْفَ يُفَكِّرُ قَبْلَ أَنْ يَتَصَرَّفَ.
وَفِي يَوْمٍ، وَهُمَا يَسِيرَانِ فِي الْغَابَةِ، سَمِعَا صَوْتَ صَفِيرٍ قَوِيٍّ، فَصَاحَ "سِنْسِن":
سِنْسِنُ: هَذَا صَوْتُ أُمِّي! هَذَا نِدَاءُ السُّنْجُبِ الْخَاصِّ بِنَا!
فَأَخَذَ "فَرْفُورُ" بِيَدِهِ، وَجَرَى وَرَاءَ الصَّوْتِ، حَتَّى وَجَدَ عَائِلَةَ "سِنْسِن" تَبْحَثُ عَنْهُ فِي قَلَقٍ.
أُمُّ سِنْسِن: يَا إِلَهِي! أَنْتَ حَيٌّ! مَنْ أَنْقَذَكَ؟
سِنْسِنُ: هَذَا صَدِيقِي "فَرْفُور"! لَوْلَاهُ مَا كُنْتُ هُنَا!
عَانَقَتِ الْأُمُّ ابْنَهَا، وَشَكَرَتِ الثَّعْلَبَ بِكَلِمَاتٍ دَافِئَةٍ، وَدَعَتْهُ لِزِيَارَتِهِمْ فِي أَيِّ وَقْتٍ.
💡 الْعِبْرَةُ:
الْكَرَمُ وَالطِّيبَةُ تَصْنَعُ أَصْدِقَاءً جُدُدًا، وَتَجْلِبُ الْفَرَحَ لِلْقُلُوبِ.
إرسال تعليق