غراب يريد أن يصبح طاووس
كان يا مكان غراب صغير دائمًا يشعر بالحزن لأنه أسود اللون، بينما باقي الطيور لديهم ألوان جميلة ومتنوعة.
ذات يوم، وجد الغراب ريشًا ملونًا وساقطًا من طاووس جميل. فكر في نفسه:
"لو وضعت هذا الريش الملون بين ريشاتي، سأصبح طاووسًا رائعًا وسأترك الغربان لأصبح من الطواويس."
فجمع الغراب الريش ووضعه بين ريشه، وشعر بسعادة كبيرة.
وبدأ يمشي ويتصرف مثل الطاووس، لكنه لم يستمع لكلام الغربان الأكبر سنًا، الذين نصحوه قائلين:
"الغراب لا يصبح طاووسًا فقط بوضع ريش طاووس عليه."
لكن الغراب كان مغرورًا وقال لهم:
"لن أبقى معكم، سأذهب لأعيش مع الطواويس."
طار الغراب إلى مكان الطواويس، وهناك بدأ يحاول أن يفعل كل ما يفعلونه:
كانوا يستحمون تحت المطر، ويصففون ريشهم، ويرقصون، ويغنون.
حاول الغراب أن ينفخ ريشه ويغني مثلهم، لكنه لم يستطع، وصوته كان غريبًا عليهم.
ضحك الطواويس عليه، وبعضهم غضب وطرده من بينهم، حتى فقد وعيه وسقط ريشه.
عاد الغراب إلى الغربان وهو حزين وقبيح أكثر من قبل.
حين رآه الغراب الصغير قال له:
"أنت لست واحدًا منا، اذهب بعيدًا!"
لكن الغراب الكبير قال له:
"لقد تعلم درسًا مهمًا، لا تعاقبوه أكثر من ذلك."
ثم قال له بحكمة:
"أيها الغراب، لم تستمع إلى نصيحتنا، وعانيت كثيرًا بسبب محاولتك أن تكون غير نفسك. عليك أن تكون سعيدًا بما لديك، وأن تحب نفسك كما أنت."
العبرة:
لا تحاول أن تكون شخصًا آخر أو شيئًا أنت لست عليه. كن فخورًا بنفسك وبما لديك، فكل شخص له جماله الخاص ومميزاته الفريدة. القناعة هي سر السعادة.
إرسال تعليق