في يومٍ من الأيام، قرر أشعب أن يذهب في رحلة مع أحد التجار. كانت الشمس مشرقة والجو لطيفًا، فمشيا معًا في طريق طويل بين التلال والوديان، حتى شعرا بالتعب وقررا أن يستريحا تحت ظل شجرة كبيرة.
جلسا على الأرض، وأخرج التاجر بعض الطعام من حقيبته، ثم التفت إلى أشعب وقال بلطف:
"يا أشعب، هلّا قمت وطبخت لنا هذا الغذاء؟"
ابتسم أشعب بخجل وهزّ رأسه قائلاً:
"آه يا صاحبي، أنا لا أجيد الطبخ أبدًا!"
فابتسم التاجر وقال: "لا بأس، سأقوم أنا بذلك."
وبينما كان التاجر يجهز الطعام، قال لأشعب:
"إذًا، هل يمكنك أن تفتّت الخبز؟"
رد أشعب وهو يتثاءب:
"والله يا صديقي، أشعر بكسل شديد!"
فضحك التاجر وقال: "لا بأس، سأفتّته بنفسي."
وبعد قليل، قال التاجر:
"هل يمكنك أن تغرف لنا الطعام في الصحون؟"
فقال أشعب وهو ينظر إلى القدر:
"أخاف أن ينقلب عليّ القدر!"
فأخذ التاجر المغرفة وبدأ يغرف الطعام بنفسه.
وأخيرًا، بعدما انتهى التاجر من كل شيء، قال لأشعب:
"هيا، قم وتناول الطعام."
وفجأة، قفز أشعب من مكانه بسرعة البرق، وقال وهو يمد يده نحو الطعام:
"والله لقد استحييت من كثرة مشاكستي لك!"
ثم جلس يأكل بنهم وسعادة، وكأن التعب والكسل قد تبخرا تمامًا!
وضحك التاجر وقال في نفسه:
"ما أظرف هذا الرجل! حياؤه لا يظهر إلا عند الطعام!"
إرسال تعليق