في أحد الأيام الجميلة، كان أشعب يسير في الطريق وهو يشعر بالجوع الشديد. كان يتلفت يمينًا ويسارًا، يبحث عن رائحة طعام أو صوت أطباق، حتى لمح من بعيد مجموعة من الناس يجلسون حول مائدة عامرة بالأطعمة الشهية.
اقترب أشعب منهم بخطوات خفيفة، ثم قال بصوت عالٍ وهو يبتسم بمكر:
"السلام عليكم أيها اللئام!"
تفاجأ القوم من كلماته، لكنهم ردوا عليه بهدوء:
"لا والله، بل نحن كرام."
ضحك أشعب وقال وهو يرفع يديه إلى السماء:
"اللهم اجعلني أنا الكاذب، واجعلهم هم الصادقين!"
ثم جلس بينهم دون أن يُدعَى، وكأنه أحد الضيوف المهمين.
بدأ يأكل معهم بنهم، يمد يده إلى هذا الطبق ويذوق من ذاك، ثم قال وهو يمضغ الطعام:
"ممّ هذا الطعام؟"
رد أحدهم وهو يبتسم:
"سُمّ!"
لكن أشعب لم يتوقف، بل تابع الأكل وكأن شيئًا لم يُقال، ثم قال وهو يواصل التهام الطعام:
"إن العيش بعدكم لا طعم له!"
ضحك الجميع من تصرفاته، فقد كان أشعب معروفًا بتطفله الطريف، وذكائه في الدخول إلى الموائد دون دعوة، لكنه دائمًا يترك خلفه قصة مضحكة تُروى
إرسال تعليق