أميرة الوجه الجميل



في بلدة هادئة تُحاط بالجبال والحدائق، كانت تعيش فتاة تُدعى "ليلى"، تمتاز بوجه جميل وروح متواضعة. لقد اشتهرت بجمالها في كل الأنحاء، لكن ما ميّزها أكثر هو لطفها مع الجميع.

رفضت ليلى كل من تقدم للزواج منها، كانت تحلم بشخص طيب وقوي، يحمل قلبًا نقيًا. حتى جاء اليوم الذي ظهر فيه الأمير "فارس"، وسيم المظهر، أنيق الثياب. وقع في حب ليلى فورًا، وقدّم لها الهدايا والمجاملات، وطلب يدها، فأجابت بالموافقة. أقيم حفل زفاف ضخم، وفرح أهل البلدة بارتباط الفتاة المحبوبة بالأمير الوسيم.

لكن بمرور الأيام، بدأت ليلى تلاحظ شيئًا غريبًا. فزوجها الأمير لم يكن طيب القلب كما ظنّت، بل كان يفتخر بها أمام الناس، ويعامل شعبه بقسوة، ويظن أن الجمال وحده يكفي ليكون محبوبًا.

حاولت ليلى أن تنصحه وتحاوره، لكنها قوبلت بكلمات جارحة. أخبرها أن اختيارها له كان من أجل أن تعيش أميرة، لا من أجل الحب أو الطيبة، وأنه يراها فقط كزينة في القصر.

انكسر قلب ليلى، وبكت أيامًا كثيرة، وتذكرت الذين أحبّوها من قبل بصدق، لكنها كانت تسعى وراء حلم الأمير. حاولت الهروب من القصر، لكن الأمير منعها، وزاد في شهرته من خلال الحديث عن جمالها، حتى أصبح الناس يرونه مميزًا بسببها فقط.

📜 في تلك الأيام العصيبة، كان أحد الحراس يُدعى "سليم" يراقب ليلى. كان يرى حزنها، ويشعر بشجاعتها رغم الألم. بدأ يتحدث معها بلطف، وشيئًا فشيئًا أصبحا أصدقاء، يتشاركان الحديث والأنس.

وفي إحدى المرات، توسلت ليلى إلى سليم أن يساعدها على الهرب، لكنه أخبرها أن ذلك يتطلب تضحية كبيرة: إذ أن الأمير لن يسمح لها بالخروج ما دامت جميلة، أما لو تغير مظهرها فلن يهتم.

فكّرت ليلى طويلًا، وخافت، ثم قالت بحزن: "من أنا من دون جمالي؟ هل سيقبلني أحد؟"

أجابها سليم بابتسامة: "أنتِ جميلة بما تحمله روحك من طيبة وصبر وصدق، وليس بما يراه الناس فقط."

في تلك اللحظة أدركت ليلى أنها تُحب هذا الجندي الصادق، الذي رأى فيها روحًا جميلة. واختارت التضحية، لتخرج من القصر وتعيش حياتها بحرية وأمان إلى جانب من يقدّرها لذاتها.

✿ ومنذ ذلك الحين، عاشت ليلى في بيت صغير مع سليم، بعيدًا عن القصور الزائفة، ووجدت السعادة في الصدق والوفاء... لا في المظاهر وحدها.

Post a Comment

أحدث أقدم