جحا و رائحة الشواء



في يوم من الأيام، كان جحا قاضيًا للمدينة، ويشتهر بحكمته وذكائه… ولكن أيضًا بطرافته التي تُضحك الجميع!

في أحد الزقاق، جلس رجل فقير يتضور جوعًا أمام مطعم يشوي اللحم. كانت رائحة الشواء تزحف في الهواء وتملأ الأنوف بلذة لا تُقاوم. لم يكن الفقير يملك ثمن الطعام، لكنه أخرج رغيف خبز يابس وجلس قرب المطعم، يأكل الخبز على رائحة الشواء وكأنها توابل خيالية تزيده طعمًا.

لكن صاحب المطعم لاحظه، واقترب منه غاضبًا وقال: "أيها الرجل! لقد أكلت رغيفك على رائحة شوائي! وهذا لا يجوز. ادفع لي خمسة قروش ثمن الرائحة!"

رد الفقير بدهشة: "ثمن الرائحة؟! لم ألمس طعامك يا سيدي!"

لكن صاحب المطعم أصر وأخذ الفقير إلى قاضي المدينة… ومن غيره؟ إنه جحا!

دخل الرجلان مجلس القضاء، وجلس جحا يستمع للشكوى بوجهٍ هادئ.

قال صاحب المطعم: "يا سيدي القاضي، هذا الرجل أكل رغيفه على رائحة شوائي، ويجب أن يدفع!"

فكر جحا قليلًا، ثم ابتسم ابتسامة ماكرة، وأخرج من جيبه قطعة نقدية من الفضة. نقر بها جحا برفق على الطاولة الرخامية أمامه طن ططن طنين!

ثم التفت إلى صاحب المطعم وسأله: "هل سمعت رنين النقود؟"

قال الرجل بدهشة: "نعم، يا سيدي، بوضوح!"

فقال جحا وهو يضحك: "إذن خذ هذا الرنين، فهو ثمن رائحة الشواء! هذا الرجل أكل بأنفه… وأنت تقبض بأذنيك!"

ضحك الحاضرون في المحكمة، وخرج الفقير شاكراً جحا، بينما عاد صاحب المطعم يفرك رأسه حائرًا بين الطرافة والعدالة.

ومنذ ذلك اليوم، صار يُقال: "من أكل على الرائحة… دفع بالرنين!"

Post a Comment

أحدث أقدم