جُحا وقبره القديم

في أحد الأيام، جلس جحا بين أصدقائه يضحكون ويتبادلون الطرائف، وفجأة قال لهم بصوتٍ جاد:

"إذا متُّ، أوصيكم يا أحبّتي أن تدفنوني في قبرٍ قديم ومتهدم."

تفاجأ الأصحاب، ونظر بعضهم إلى بعض بدهشة، ثم سأل أحدهم وهو يحكّ رأسه: "ولكن لماذا يا جحا؟! لماذا قبر قديم؟"

ابتسم جحا بخفة دمه المعهودة، واقترب منهم وهمس مازحًا: "لأنني حين أموت ويأتي الملكان ليسألاني… سأقول لهما: ‘أنا ميتٌ منذ زمن بعيد، وسُئلت من قبل! انظروا إلى قبري القديم! ألم تلاحظوا أنه تهدّم من طول ما مضى؟’ فيتركانني وشأني، وأرتاح من تلك الأسئلة الصعبة!"

ضحك الأصحاب ضحكة عالية دوت في المكان، وقال أحدهم: "أنت يا جحا دائمًا تفكر بطريقة لا تخطر ببال أحد!"

وهكذا ظل اسم جحا مرتبطًا بالحكمة المغلفة بالفكاهة، والمواقف التي لا تنسى.