رفرفة الشكر الأولى




 في قديم الزمان، في بلدة هادئة تحيط بها الحقول الخضراء، عاش طفل صغير اسمه نادر. كان نادر فضوليًا يحب استكشاف كل ما حوله، لا يكتفي بالنظر بل يسأل ويسعى لفهم الأشياء الغريبة التي تصادفه.

ذات صباح مشمس، وبينما كان يتمشّى في طريقه إلى المدرسة، رأى أمامه شيئًا صغيرًا ولامعًا وسط الطريق. انحنى ليراه عن قرب، فإذا به عصفور صغير قد سقط من عشه! كان يرتجف من الخوف ولا يستطيع الطيران. شعر نادر بالحزن على هذا الطائر الصغير، فالتقطه برفق ولفه في منديله.

عاد نادر أدراجه إلى منزله، ووضع العصفور في صندوق كرتوني صغير جهّزه بالقش وفتات الخبز وقطرة ماء. قضى يومه يعتني به ويطمئنه. وبعد أيام من الرعاية، بدأ العصفور في تحريك جناحيه والوقوف على قدميه بثقة.

وفي صباح جميل، حمل نادر العصفور إلى الحديقة. فتح يديه بلطف، وإذا بالعصفور يقفز ويطير عاليًا في السماء، مغردًا بسعادة، وكأنه يقول: "شكرًا يا صديقي!"

عاد نادر إلى منزله بقلب سعيد، وتعلم في ذلك اليوم درسًا لا يُنسى: أن اللطف والرحمة يمكن أن يصنعوا فرقًا كبيرًا، حتى للكائنات الصغيرة جدًا.

Post a Comment

أحدث أقدم