جُحا والدينار المزيف



في صباحٍ هادئ، خرج جُحا كعادته إلى الحديقة ليحرث الأرض ويزرعها. وبينما كان يضرب التربة بفأسه، اصطدمت بشيءٍ صلب! انحنى ليرى ما الأمر، فإذا هو دينار لامعٌ مدفونٌ في الأرض.

فرح جُحا فرحًا شديدًا وقال: "يا سلام! رزق من السماء!" أخذ الدينار وبدأ يمسحه من الغبار والصدأ... لكنه ما لبث أن اكتشف أنه دينار مزيف!

شعر جُحا بالحسرة، وكاد أن يرميه بعيدًا، ثم تمهل وقال في نفسه: "ولِم لا أشتري به شيئًا قبل أن أرميه؟ قد أستطيع خداع أحدهم!" وهكذا، ذهب إلى السوق فرأى رجلاً يبيع بطةً كبيرة، فاشتراها منه وأعطاه الدينار المزيف، دون أن يكتشف البائع خدعته.

فرح بائع البط بالدينار، وذهب ليشتري به كيسًا من الدقيق لعائلته، فأعطاه لبائع الدقيق، الذي بدوره قرّر أن يشتري وعاءً جديدًا لصنع الشاي، فأخذه إلى بائع الأوعية.

وفي اليوم التالي، احتاج بائع الأوعية إلى حطبٍ للبيت، فاستدعى جُحا وقال له: "هاتِ لي حطبًا، وسأعطيك دينارًا ثمناً له." نفّذ جُحا الطلب، وعندما تسلم الدينار، عاد في طريقه إلى بيته سعيدًا بالغنيمة.

وفي الطريق، رأى بائع عمامات، فأراد أن يشتري واحدة جديدة. ولكن ما إن دفع الدينار، حتى تفحصه البائع بدقة وقال له: "هذا دينار مزيف يا جُحا!" تفحّصه جُحا مندهشًا، ثم تذكر... إنه الدينار نفسه!

غضب جُحا وذهب فورًا إلى الحاكم يشكو بائع الأوعية الذي "خدعه" بالدينار. لكن الحاكم، الذي استدعى الجميع للتحقيق، تتبع مسار الدينار، ليكتشف في النهاية أن من بدأ اللعبة كلها… هو جُحا نفسه!

نظر الحاكم إلى جُحا نظرة صارمة وقال: "كيف تُغشّ الناس وتتهمهم بما فعلتَ أنت؟!"

احمرّ وجه جُحا وقال بخجل: "يا سيدي الحاكم... صدق المثل: من حفر حفرةً لأخيه... وقع فيها!"

Post a Comment

أحدث أقدم