في صباحٍ دافئ، أعطت زوجة جُحا قطعة ثمينة من الحرير وطلبت منه أن يبيعها في السوق. قالت له: "يا جُحا، خذ هذا الحرير وبعه بثمن جيد. تعِبتُ كثيرًا في تحضيره."
أجابها بثقة: "اطمئني! سأعود لكِ بمبلغ كبير بإذن الله."
ذهب جُحا إلى السوق، وبسط الحرير أمامه، فما إن رآه التجار حتى بدأ الطمع يلوح في أعينهم. قال أحدهم ساخرًا: "يا جُحا، هذا الحرير ليس جيّدًا… لا يستحق الثمن الذي تطلبه!"
فهم جُحا الخدعة، وقال في نفسه: "إنهم يريدون شراءه بثمن بخس، سأُريهم ما يستحقونه!"
عاد إلى المنزل، ونادى على زوجته: "هاتِ لي الأحذية القديمة!"
تفاجأت الزوجة وسألته: "ماذا ستفعل بها؟ ألم تبِع الحرير؟"
قال مبتسمًا بدهاء: "سأجعل لفة الحرير تبدو أكبر… وسأخبّئ الأحذية داخلها!"
جمع الأحذية، ولفّ الحرير حولها، حتى بدا ضخمًا كأن فيه كنزًا! ثم انطلق مجددًا إلى السوق.
تجمّع التجار حوله، وكرّروا أسلوبهم المعتاد: "هذا الحرير غير مرغوب فيه، لكن يمكننا شراءه بهذا السعر فقط."
وافق جُحا بهدوء، وأعطاهم اللفافة. ثم نظر أحد المشترين بشك وسأله: "هل هذا الحرير من صنع أهل بيتكم؟ هل تخفي فيه شيئًا؟"
فردّ جُحا بجديّة: "نعم… فيه أحذية."
ضحك التاجر بصوتٍ عالٍ وظنها مزحة، وأتمّ الصفقة بسرعة. لكن بعد أن فتح اللفافة في المنزل، وجد الأحذية مختبئة بين طيّات القماش، فركض إلى بيت جُحا وهو يصرخ: "لقد غششتني يا جُحا!"
ردّ جُحا وهو يبتسم: "أنا لم أغشك! لقد قلت لك إنه يحتوي على أحذية… لو أنك كنت صادقًا ودفعْتَ الثمن الحقيقي، لما فعلت هذا. الطمع لا يجلب الخير يا صديقي."
ضحك التاجر في النهاية، لأنه لم يجد حجة يرد بها، وعرف أن جُحا قد لقّنه درسًا ذكيًّا!
إرسال تعليق