العصفورة الذكية



في صباحٍ دافئ من أيام الصيف، كانت هناك عصفورتان صغيرتان تجلسان على غصن شجرة عالية، تتبادلان الحديث عن الحياة. كانت السماء صافية، لكن الجو حار، والماء نادر، والطعام قليل.

قالت إحداهما:  

"أشعر بالتعب من هذا المكان... لا طعام يكفينا، ولا ماء يروينا."

أجابت الأخرى:  

"وأنا أيضًا... الحياة هنا أصبحت صعبة جدًا."

وفجأة، هبّت نسمة رقيقة، باردة ومنعشة، لامست ريش العصفورتين بلطف، فابتسمتا بسعادة. قالت إحداهما:  

"آه، ما أجمل هذه النسمة! كأنها جاءت لتريحنا من كل هذا التعب."

سمعت الرياح حديثهما، فاقتربت منهما وقالت بصوت ناعم:  

"لماذا تبقيان هنا في هذا المكان الجاف؟ تعاليا معي، سأقودكما إلى أرضٍ بعيدة، فيها هواء نقي، وطعام وفير، وماء عذب لا ينقطع."

فكّرت العصفورتان قليلًا، ثم قالت إحداهما، وكانت الأذكى بينهما:  

"نشكرك أيتها الرياح على عرضك الجميل، لكن هذا المكان هو وطننا. هنا وُلدنا، وهنا تعلمنا الطيران، وهنا نعرف الأشجار والسماء."

ثم أضافت:  

"أنتِ يا رياح، معتادة على الرحيل، لا تستقرين في مكان، أما نحن، فنعرف أن الاستقرار هو الأمان، حتى لو كانت الحياة صعبة أحيانًا."

ابتسمت الرياح، وهبّت بلطف من حولهما، ثم رحلت بعيدًا، بينما بقيت العصفورتان على غصنهما، تغنيان أغنية الوطن.

Post a Comment

أحدث أقدم