كان يا ما كان، في أرضٍ مليئةٍ بالغابات الخضراء والأراضي الواسعة، يعيش غرابٌ نشيط يحب التحليق والسفر. كل صباح، ينطلق في رحلةٍ جديدة، يطير فوق الأشجار وينظر إلى الأنهار والتلال، يتأمل جمال الطبيعة ويتنقل من مكانٍ إلى آخر، والسماء الزرقاء كانت دوماً رفيقته المخلصة.
وفي أحد أيام الصيف الحارّة، وبينما كانت الشمس ساطعةً والجو شديد الحرارة، بدأ الغراب يشعر بعطشٍ شديد. فقد كانت رحلته أطول من المعتاد، وجناحاه متعبان، وكل ما يتمناه هو قطرة ماء تروي ظمأه.
ظل يحدق من السماء بحثاً عن مكان فيه ماء، حتى لمح شيئاً يلمع بين الأعشاب، فنزل بسرعة ليكتشف أنه زجاجة شفافة فيها ماء! فرح الغراب كثيراً، واقترب منها ليشرب... لكنه اصطدم بمشكلة: منقاره صغير، وفتحة الزجاجة ضيقة، ولا يستطيع الوصول إلى الماء في أسفلها.
جلس الغراب مفكراً... وفجأة خطرت له فكرة ذكية! طار وجمع بعض الحجارة الصغيرة بمنقاره، وعاد إلى الزجاجة وبدأ يضع حجراً بعد حجر داخلها. وكلما وضع حجراً، ارتفع الماء قليلاً... حتى وصل إلى أعلى الزجاجة!
وبفرحة لا توصف، بدأ الغراب يشرب من الماء حتى شبع وارتوى، ثم حلق في السماء مبتسماً، سعيداً بذكائه واجتهاده.
ومنذ ذلك اليوم، عرف الجميع أن التفكير والإصرار يساعداننا في التغلب على أصعب العقبات 🧠✨
إرسال تعليق