النملة والحمامة
في يَومٍ مِنَ الأَيّامِ، كانتِ النَّملَةُ تَمشي بَينَ الأَغصانِ تَبحَثُ عَن طَعامٍ لِتَأكُلَهُ. وَبَينَما هِيَ تَسيرُ، هبَّت رِياحٌ قَوِيَّةٌ جِدًّا، فَحَمَلَتها وَأَلقَتها بَعيدًا، حَتّى وَقَعَت عَلى أَحَدِ أَغصانِ شَجرَةٍ تُطِلُّ عَلى نَهرٍ كَبيرٍ.
اخْتَلَّ تَوازُنُ النَّملَةِ، وَسَقَطَت في النَّهرِ، وَأَخَذَت تُنادي بِأعلى صَوتِها:
"أَغيثوني! سَأَغرَق!"
سَمِعَتِ الحَمَامَةُ، الّتي كانَت تَعيشُ في أَعلى الشَّجَرَةِ، صَوتَ النَّملَةِ وَهِيَ تُصارِعُ أَمواجَ النَّهرِ، فَسارَعَت بِقَطْفِ غُصنٍ وَطارَت نَحوَها، وَقالَت:
"تَسَلَّقي عَلَى الغُصنِ، سَأُساعدُكِ!"
فَرِحَتِ النَّملَةُ، وَتَسَلَّقَت الغُصنَ، فَحَمَلَتْهُ الحَمَامَةُ بِمِنقارِها وَأَوصلَتْهُ إِلى ضِفَّةِ النَّهرِ. نَزَلَتِ النَّملَةُ مُتعَبَةً، وَشَكَرَتِ الحَمَامَةَ، فَقَالت لَها:
"لا شُكرَ عَلَى واجِبٍ، هَذا وَاجِبي."
أَحْضَرَتِ الحَمَامَةُ لِصَديقتِها الطَّعامَ وَالحُبوبَ، فَأَكَلَت النَّملَةُ وَاستَعادَت قُوَّتَها وَنَشاطَها.
🌿🌿🌿
مَرَّتِ الأَيّامُ، وَفِي يَومٍ مِنَ الأَيّامِ، خَرَجَتِ النَّملَةُ لِتَبحَثَ عَن طَعامٍ في الغابَةِ. فَجأَةً، رَأَت صَيّادًا يَحمِلُ بُندُقيَّتَهُ، فَاخْتَبَأَت خَلفَ شَجَرَةٍ، ثُمّ تَذَكَّرَت أَنَّ الصَّيّادَ لا يُريدُ صَيدَ النَّملِ، بَل يَبْحَثُ عَن طَيرٍ.
نَظَرَت النَّملَةُ فَوَجَدَت الصَّيّادَ يَتَوجَّهُ نَحوَ شَجَرَةِ الحَمَامَةِ، فَتَبعَتْهُ بِهُدوءٍ، وَراقَبَتهُ مِن بَعيدٍ. وَلَمّا وَصَلَ الصَّيّادُ، وَجَّه بُندُقيَّتَهُ نَحوَ الحَمَامَةِ، فَفَزِعَت النَّملَةُ، وَعَضَّتهُ فِي قَدمِه!
فَانْحَرَفَتِ الرَّصاصَةُ، وَلَم تُصِبِ الحَمَامَةَ، الّتي طارَت فَورًا وَنَجَت مِنَ الخَطرِ.
🌿🌿🌿
صاحَ الصَّيّادُ مِنَ الألَمِ، وَغادَرَ المَكانَ، وَشَعَرَتِ النَّملَةُ بِالأَمَانِ. وَلَمّا عَادَتِ الحَمَامَةُ، أَخبَرَتها النَّملَةُ بِكُلِّ ما حَدَث، وَقالَت لَها:
"أَردتُ أَن أَرُدَّ لَكِ المَعروفَ، فَأَنتِ قَد أَنقَذتِني مِن قَبل."
فَشَكَرَت الحَمَامَةُ النَّملَةَ، وَصَارَتا أَصدِقاءَ مُخلِصَينِ إِلى الأَبَدِ 💛
🐜 الدَّرسُ المُستفاد 🕊
تُعَلِّمُنا هذِهِ القِصَّةُ أَنَّ مَن يُقَدِّمُ المُساعَدَةَ لِغَيرِهِ، سَيَجِدُ مَن يُساعِدُهُ يَومًا ما. وَأَنَّ المَعرُوفَ لا يَضيعُ، حَتّى لَو كُنتَ صَغيرًا كَالنَّملَةِ!
أسئلة اختيار من متعدد لفهم القصة:
1. ما سبب سقوط النملة في النهر؟
أ. لأنها تعثرت في الغصن
ب. لأن رياحًا قوية حملتها
ج. لأنها كانت تسبح
د. لأنها قفزت عن قصد
2. كيف أنقذت الحمامة النملة؟
أ. رفعتها بمخلبها
ب. رمت لها حبلًا
ج. أحضرت لها خشبة
د. قطفت غصنًا وطارت به نحوها
3. ماذا فعلت النملة حين رأت الصياد؟
أ. هربت
ب. اختبأت وانتظرت
ج. عضّته في قدمه
د. صرخت لتنبه الحمامة
4. لماذا أرادت النملة أن تنقذ الحمامة؟
أ. لأنها تحب الحمام
ب. لأنها أنقذتها من قبل
ج. لأنها خافت من الصياد
د. لأنها أمرت بذلك
5. ما العبرة من القصة؟
أ. لا تثق بأحد
ب. لا تمشي في الغابة
ج. المعروف لا يُرد
د. المعروف لا يضيع
إرسال تعليق