قِصَّةُ الْمَاعِزَيْنِ

كانَ يا ما كانَ، في قَرْيَةٍ جَميلةٍ تَكْثُرُ فيها الأَشْجارُ وَالْأَعْشابُ الْخَضْراءُ، كانَ هُناكَ ماعِزانِ: الماعِزُ الْأَبْيَضُ وَالماعِزُ الْأَسْوَدُ.  

كانا يَسْكُنانِ في بَيْتَيْنِ مُتَجاوِرَيْنِ، وَلَكِنَّهُما لَمْ يَكُونا أَبَدًا أَصْدِقاءَ، بَلْ كانا دائِمًا يَتَشاجَرانِ وَيُنافِسانِ بَعْضَهُما.

في يَوْمٍ مِنَ الْأَيّامِ، خَرَجَ كُلٌّ واحِدٌ مِنْهُما في نُزْهَةٍ إِلى الْقَرْيَةِ الْمُجاوِرَةِ.  

كانا يَتَتَابَعانِ في كُلِّ مَكانٍ وَيُقَلِّدانِ بَعْضَهُما:  

إِذا ذَهَبَ الماعِزُ الأَبيَضُ تَحْتَ شَجَرَةٍ، لَحِقَ بِهِ الماعِزُ الأَسْوَدُ وَسَبَقَهُ إِليها!

وبَعْدَ قَليلٍ، وَصَلا إِلى نَهْرٍ جَميلٍ، فَوْقَهُ جِسْرٌ خَشَبِيٌّ ضَيِّقٌ لا يَسَعُ إِلّا لِماعِزٍ واحِدٍ.  

أَرادَ كِلَاهُما عُبُورَ الْجِسْرِ أَوَّلًا، فَرَكَضا سَريعًا وَصَعِدا عَلَيْهِ، وَراحا يَتَشاجَرانِ فِي الْوَسَطِ!

فَجَأَةً، اهْتَزَّ الْجِسْرُ تَحْتَ أَقْدامِهِما، وَلَمْ يَسْتَطِعِ الاحْتِمالَ، فَانْكَسَرَ بِهِما…  

وَسَقَطا فِي النَّهْرِ.

وبَعْدَ جُهدٍ وَمَساعَدَةٍ بَسيطَةٍ مِنهما لِبَعضِهِما،  

الماعِزَانِ يَخرُجانِ مِنَ النَّهْرِ بِصُعوبةٍ، فَرَاؤُهُما مَبْلَلٌ.

العِبْرَةُ: لا يُفيدُ الشِّجارُ وَالتَّقْليدُ الأعمى؛ فَبِالتَّعاوُنِ وَالتَّفاهمِ نَنالُ السَّلامَ وَالأَمانَ.