في أعماق الصحراء الذهبية، حيث تمتد الكثبان الرملية بلا نهاية، عاش جمل يُدعى "رُوان" مع مالكه ومجموعة من الجمال الأخرى. كان رُوان قويًا وسريعًا حين كان صغيرًا، ويشارك في السباقات بكل حماس. وفي إحدى السباقات المهمة، كان يتقدم الجميع، يركض كالسهم، حتى تعثّر بصخرة صغيرة كانت على الطريق... فسقط وخسر السباق.
ومنذ تلك اللحظة، شعر رُوان بالحزن والخذلان، وقرر في نفسه أن لا يشارك في أي سباق آخر. فأصبح يُبطئ حركته عمدًا ويُظهر الكسل، حتى يتوقف مالكه عن اختياره لأي سباق. ومع مرور الأيام، أصبح معروفًا بين الجمال بأنه لا يحب التعب، ولا يُعتمد عليه في العمل الشاق.
🚗 وفي أحد الأيام، كان رُوان يُنقل في سيارة ضخمة. شعر بحماس كبير وهو يركب بدلًا من أن يُركَب عليه، يراقب سرعة السيارة ويتذكر أيامه القديمة. ومع مرور الوقت، اختفت الصحراء خلفه، وظهرت أراضٍ خضراء وحدائق ساحرة، فانبهر بجمال المكان وهوائه العليل.
في ذلك الريف الجميل، رأى رُوان حمارًا عجوزًا يجر عربةً مليئة بالأخشاب بصعوبة كبيرة. سخر منه رُوان قائلًا: "أنت بطيء ولا تصلح لشيء!" لكن الحمار نظر إليه بحزن وقال: "أنا قد أكون ضعيفًا، لكنني مفيد. أما من لا فائدة له، فلا قيمة له في الحياة."
📦 هذه الكلمات جعلت رُوان يتذكر موقفًا قديمًا حين حملوه حمولةً ثقيلة، لكنه تظاهر بأنه تعثر وأسقط الأحمال، فخسر مالكه الكثير وأطلق عليه لقب "الجمل الأعرج". وكان رُوان حينها يشعر بالفخر لأنه خدع الجميع.
🏢 وعندما وصلت السيارة إلى مبنى كبير، فرح رُوان وظن أنه سيبدأ حياة جديدة بلا تعب. لكن عندما دخله، وضع مالكه عليه علامة حمراء، وأدخله في مكان مظلم... لقد كان ذلك مجزرًا.
فقد مالكه الأمل فيه بعد أن أصبح بلا فائدة، وكان هذا جزاء سنوات من الخداع والتكاسل.
إرسال تعليق