في صباح مشرق بين الأشجار الوارفة، وقف طاووسٌ ملونٌ بريشٍ زاهٍ يشعّ كأشعة الشمس وقت الغروب. كان يحبّ النظر إلى نفسه في البرك الصغيرة، يفتخر بريشه ويقول بصوت عالٍ: "أنا أجمل الحيوانات! كل الطيور يجب أن تقدّم لي الطعام احترامًا لجمالي!"
لكن الطيور لم تعره أي اهتمام. فقد كنّ منهمكات في أعمالهن، يجمعن الحبوب ويربين صغارهن، ولم يكنّ مهتمات بمظاهر الغرور.
🪶 وفي أحد الأيام، رأى الطاووس نملةً صغيرةً تحمل حبة قمح على ظهرها بصبر ومثابرة، فقال لها بتعالٍ: "أعطيني هذه الحبة، وسأمنحكِ ريشة من ريشاتي الجميلة!" توقفت النملة ونظرت إليه قائلة: "أنا أُفضّل القمح الذي يُغذي جسدي، أما ريشك الجميل، فهو يعجب الثعلب أكثر مني!"
تعجّب الطاووس، وبدأ يفكر في كلام النملة. "هل يُعجب الثعلب بريشي حقًا؟" سأل نفسه. ثم قرر أن يذهب إلى الثعلب في الغابة ليسأله عن ذلك.
🦊 عندما وصل إليه قال: "أيها الثعلب الذكي، أعطني بعض القمح، وسأمنحك ريشاتي كلها!" ابتسم الثعلب بخبث، ووافق على الصفقة، ثم بدأ بنتف ريش الطاووس واحدًا تلو الآخر، حتى أصبح الطاووس يرتجف من البرد والخوف.
نظر إليه الثعلب وقال بهدوء: "معِدتي الدافئة تُرحّب بك الآن." وهكذا، علِم الطاووس أن الغرور لا يُكسب احترامًا، وأن الجمال لا يُغني عن الذكاء والتواضع.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح الطاووس أكثر تواضعًا، وبدأ يقدّر كل مخلوق مهما بدا صغيرًا.
إرسال تعليق