كريستوفر كولومبس

 


كان يا مكان، في زمن بعيد قبل أكثر من 500 سنة...

كان هناك بحّارٌ إيطالي يُدعى كريستوفر كولومبوس. كان يعيش في مدينة تُدعى جنوة ويحلم منذ صغره أن يبحر إلى أقاصي البحار ليجد طريقاً جديداً إلى الهند، حيث التوابل والكنوز.


لكن كولومبوس لم يكن يملك سفينة، ولا طاقماً، ولا مالاً! فظل يطرق أبواب الملوك والملكات لسنوات، حتى وصلت قصته إلى الملكة إيزابيلا ملكة إسبانيا. جلست تستمع إليه، وفي عينيه بريق المغامرة. وبعد تفكير، أعطته ثلاث سفن صغيرة: نينا، وبيّنتا، وسانتا ماريا.


في صباح مشمس من عام 1492، أبحر كولومبوس وطاقمه من إسبانيا، يخترقون أمواج المحيط الأطلسي الواسع، بينما كانت طيور النورس تراقبهم من الأعالي. مرت أيام وأسابيع... وشكّ بعض البحّارة أنهم قد ضلوا طريقهم. لكن كولومبوس كان يقول:  

"فقط القلوب الشجاعة تصل إلى العالم الجديد!"

وفي فجر يوم 12 أكتوبر، صرخ أحد البحّارة: "يابسة!"  

وكانت هذه اليابسة جزيرة من جزر البهاما، ظن كولومبوس أنها قُرب الهند، لكنه في الحقيقة كان أول أوروبي يكتشف قارة أمريكا، دون أن يعلم!


استقبلهم السكان الأصليون بفضول ودهشة. كانوا يرتدون ملابس مزينة بالريش، ويتحدثون بلغة لم يسمعها كولومبوس من قبل. كان المشهد كالسحر، وكأن الحكاية بدأت من جديد...

✨ وهكذا يا أصدقاء، لم يكن اكتشاف أمريكا بالضبط كما توقعه كولومبوس، لكنه غيّر مجرى التاريخ إلى الأبد!


في قلب الجزر الغامضة...

بدأ كولومبوس وطاقمه يستكشفون الجزر التي رسوا فيها. النباتات كانت غريبة، والطيور ملوّنة كأنها قادمة من أحلام الأطفال. لكنّ كولومبوس، ورغم جمال الطبيعة، لم ينسَ هدفه: إيجاد الذهب والكنوز!

عقد لقاءات مع السكان الأصليين، الذين كانوا طيبين وأعطوه هدايا مثل الريش والخرز. لكنه أساء الفهم... وظن أن هناك كنوزًا مخبّأة في أماكن أبعد. وهكذا، بدأ يزور جزرًا أخرى مثل كوبا وهايتي.

في إحدى الجزر، ترك سفينته "سانتا ماريا" لأنّها تحطّمت بين الصخور!  
فبنى مستوطنة صغيرة وسمّاها "نافيداد"، وترك فيها بعض رجاله، ثم عاد إلى إسبانيا محمّلًا بالأخبار.

عندما رجع كولومبوس، رحّب به الملوك وكأنّه اكتشف فردوساً على الأرض! فقرّروا أن يرسلوه في رحلة ثانية، وثالثة، ثم رابعة...  
لكن في كل مرة، بدأت الأمور تصبح أصعب:  
- نشبت الخلافات مع السكان الأصليين  
- بعض رجاله تمرّدوا  
- ولم يجد الذهب الذي وعد به الجميع  

وفي النهاية، عاد كولومبوس إلى إسبانيا بعد سنوات طويلة، متعبًا ومريضًا. ولم يعرف أبدًا أنه اكتشف "قارة جديدة" تُدعى لاحقاً أمريكا، بل ظلّ يعتقد أنّه وصل إلى جزر قُرب الهند!

Post a Comment

أحدث أقدم