ابن بطوطة

 


كان يا ما كان، في عام 1304 ميلادي، وُلد في مدينة طنجة المغربية ولدٌ ذكيّ وفضولي اسمه محمد بن عبد الله بن بطوطة. كان يحب أن يجلس مع الكبار ليحكي لهم عن البلدان البعيدة، ويسألهم عن الصحارى والجبال والمدن المضيئة ليلاً.

وعندما بلغ من العمر 21 سنة، قرّر أن يبدأ رحلته الكبرى للحج إلى مكة، لكنّه لم يكتفِ بذلك! فصارت قدمه لا تقوى على التوقّف، وقلبه لا يشبع من رؤية العجائب.

رحلة وراء رحلة... وبلدٌ بعد بلد!

- عبر الصحراء الكبرى على ظهر الجمل، يواجه العواصف الرملية وحرارة النهار.

- زار مصر، وركب النيل، وأكل الكُشري لأول مرة!

- مشى بين قصور الشام وأسواق بغداد العريقة.

- حجّ إلى مكة، وهناك بكى تأثرًا لرؤية الكعبة.

- ثم سافر إلى الهند والصين، عبر جبال وكهوف، وقابل الملوك والعلماء.

في الهند، عُيّن قاضياً لدى السلطان، وكان يركب في موكبٍ ملوكيّ وسط دهشة الناس: "من هذا الرجل المغربي الذي يعرف كل هذه البلاد؟!"

أطرف ما في رحلاته؟

في إحدى المرات، ركب سفينة فهبت عاصفة قوية، فغرقت! لكن ابن بطوطة نجا بأعجوبة، وتابع السير على الأقدام... لم يستسلم قط!

وفي النهاية، بعد 29 سنة من الترحال، عاد إلى المغرب محمّلًا بالقصص والخبرات. وقابل السلطان المغربي، الذي أمره أن يروي كل ما عاشه ويكتبه.

وهكذا وُلد كتابه الشهير "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، الذي ما زلنا نقرأه حتى اليوم.

🌍 يا أصدقائي، ابن بطوطة لم يكن فقط رحّالة، بل كان رسول معرفة ومحبة بين الأمم، يُعلّمنا أنّ العالم واسع وجميل، وأنّ كل خطوة مغامرة تستحق العناء.


Post a Comment

أحدث أقدم