في مساءٍ هادئ من أمسيات الربيع، جلس جُحا في فناء منزله الواسع، حيث النسيم يداعب أوراق الشجر، وتغني الطيور أنغامها العذبة. جلس جحا بين زوجتيه، وكانوا يتبادلون أطراف الحديث والضحكات.
وبينما كانت الأجواء مرِحة، نظرت إليه إحدى زوجتيه وقالت بمكر لطيف: "يا جُحا، أخبرنا بصدق… من منا تحبها أكثر؟"
تابعت الزوجة الثانية السؤال قائلة: "نعم نعم، لا يمكنك التهرب! نريد جوابًا واضحًا وصريحًا منك الآن!"
ابتسم جُحا وأشار إلى كلتيهما قائلًا: "أنتما معًا حبيبتان إلى قلبي، ولا فرق بينكما."
لكن الزوجتين لم تقتنعا، وأشارتا إلى البركة الصغيرة في فناء البيت، وقالتا مازحتين: "إذن نُخيّرك الآن! عليك أن تلقي إحدانا في هذه البركة لتُثبت من تحب أكثر!"
تجمّد جحا في مكانه لحظة، ثم حكّ رأسه وهو يفكر بسرعة، ولم يُرد أن يجرح مشاعر أيٍّ منهما. ثم، بابتسامةٍ خبيثة، التفت إلى الزوجة الأولى وقال بلطف:
"أما تذكرين يا عزيزتي، أنك تعلّمتِ السباحة منذ زمن بعيد؟"
إرسال تعليق