جحا من أجل خمسة قروش فقط ؟!

 


في صباح مشرق، خرج جحا من منزله متجهًا نحو البقال لشراء بعض احتياجات المنزل. وعندما اختار حاجياته، أخبره البقال أن ثمنها مرتفع. ابتسم جحا وقال: "أعطني ما يعادل ما أملكه من نقود فقط، وسأدفع الباقي لاحقًا." ضحك البقال وقال: "خذ ما تشاء يا جحا، فنحن أصدقاء، والباقي تدفعه وقتما تقدر."

وفي اليوم التالي، مرّ جحا من أمام دكان البقال، فناداه الأخير بصوت مرتفع: "يا جحا! أما آن لك أن تُعطيني حقي؟" فردّ جحا بهدوء: "تمهّل يا صديقي، الأيام دوارة، والله كريم."

وفي اليوم الذي بعده، خرج جحا في الظهيرة ليلتقي أصدقاءه في السوق، لكنه اختار طريقًا مختلفًا حتى لا يراه البقال. وفور وصوله، رحب به أصدقاؤه بحرارة، وقال أحدهم: "جلساتنا لا تكتمل من دونك، يا جحا!"

وبينما كانت الضحكات تملأ المجلس، مر البقال من السوق، ورأى جحا، فأخذ يومئ إليه بإلحاح يريد حقه. فما كان من جحا إلا أن تحرّك إلى جهة أخرى من المجلس... لكن البقال تبعه! بدأ يشير إلى جحا بحدة وكأنه يهدده أمام الجميع.

لم يُرِد جحا أن يسبب مشكلة أمام أصدقائه، ففكر في حيلة. وقف وقال: "أصدقائي، أستأذنكم قليلاً." لكنهم أصرّوا على بقائه وقالوا: "لا تتركنا الآن، أكمل الحديث يا جحا!"

تنهد جحا وقال وهو يردد: "لا حول ولا قوة إلا بالله." فسأله أحدهم برفق: "ماذا هناك يا جحا؟ ماذا يريد منك هذا الرجل؟"

ابتسم جحا وقال: "سأوضح لكم الأمر!" ثم التفت إلى البقال وقال له بصوت منخفظ: "يا صديقي العزيز، أنا أدين لك بثلاثة وخمسين قرشًا، أليس كذلك؟" رد البقال: "بلى." قال جحا: "إذن، ستأخذ غدًا ثمانية وعشرين قرشًا، وبعد غد عشرين قرشًا." ثم أضاف بصوت مرتفع ليسمعه الحاضرون : "كم يتبقى لك؟" قال البقال: "خمسة قروش."

ضحك جحا وقال أمام الجميع: "أتضايقني أمام أصدقائي في السوق من أجل خمسة قروش فقط؟! ألا تخجل من نفسك؟!"

Post a Comment

أحدث أقدم