في أحد الأيام الجميلة، كان هناك رجلٌ طيب يمشي في الشارع بهدوء، يستمتع بنسيم الهواء وينظر إلى الوجوه المبتسمة من حوله. وبينما هو يسير، لمح طابوراً طويلاً من الناس، يمتدّ على الرصيف كالثعبان الملتفّ. تعجّب وقال في نفسه بدهشة: "يا ترى، ما الذي ينتظرونه؟! هل هناك شيء رائع يُوزّع؟ ربما لعبة؟ أو حلوى؟ أو حتى كنز صغير؟!"
قرّر الرجل أن يقف معهم. اصطفّ في الطابور بابتسامة وحماس، وظلّ واقفاً مدةً طويلة، لكن الغريب أن الطابور لم يتحرك على الإطلاق. رفع حاجبيه باستغراب وسأل الرجل الذي يقف أمامه: "يا صديقي، ماذا يُوزَّع هنا؟ ولماذا لا يتحرّك الصف؟"
رد الرجل قائلًا بابتسامة حائرة: "والله لا أدري، أنا رأيت الناس واقفين، فوقفت معهم!"
دهش الرجل! فسأل من يقف أمامه، وذاك سأل من أمامه، وهكذا إلى أن وصل السؤال إلى أوّل الصف... وجاء الجواب مفاجئاً! لقد كان هناك رجلٌ جالسٌ يربط خيط حذائه وقد وقف الناس خلفه واحداً تلو الآخر دون أن يعرفوا السبب!
اقترب الرجل من صاحب الحذاء وقال له مازحًا: "يا أخي، لقد ربطت الحذاء، فهلّا انصرفت؟"
لكن صاحب الحذاء ضحك وقال بفخر: "الآن وقد أصبحت الأول في الطابور... كيف تريدني أن أذهب؟!"
إرسال تعليق