في مزرعة جميلة يسكن فيها الحيوانات، كانت هناك قطط صغيرة وملونة تعيش بسلام إلى جانب الطيور، وكان يراقبهم كلب كبير اسمه بوبي. لم يكن بوبي مثل باقي الكلاب، بل كان مشاغباً لا يحب مشاركة الطعام، وكان يظن أن كل شيء له وحده.
وكان صاحب المزرعة الطيب يُدعى عم حسّون، يهتم بالحيوانات ويقدم لهم الطعام كل يوم.
لكن كلما جلست القطط الصغيرة لتأكل، كان بوبي يركض نحوها بسرعة، يطلق نباحاً عالياً يخيفها، ثم يخطف ما بيدها من طعام بفمه ويهرب مسرعاً. وعندما تحاول القطط استرداد طعامها، يلوّح بمخالبه ويؤذيها. كانت القطط تخاف منه وتبتعد عنه، فلم يكن يترك لها سوى الفُتات.
وذات مساء، بينما كان عم حسّون يشعل ناراً لطهي الطعام، سقطت من يده قطعة من الفحم المشتعل، كانت تتوهج باللون الأحمر وكأنها قطعة لحم شهية! ركضت القطط الصغيرات نحوها، تجمّعن حولها بدهشة، فقد كنّ يرينها لأول مرة ولم يعرفن ما هي.
وفجأة، قفز بوبي من خلف السياج كعادته، رأى القطعة اللامعة فظنّ أنها لحم لذيذ. ومن دون أن يتريّث، انقضّ عليها، التقطها بفمه وركض بعيداً ليأكلها!
لكن ما إن لامست قطعة الفحم الساخنة لسانه، حتى شعر بحرارة شديدة! أطلق صرخة مؤلمة، ألقى القطعة من فمه وركض بعيداً وهو ينبح من الألم.
ضحكت القطط الصغيرة، ليس سخرية، بل لأنها أدركت أن الظلم لا يدوم. أما بوبي، فقد اختبأ تحت الشجرة يبكي من الوجع... ومن يومها، تغيّر حاله. أصبح لا يقفز على طعام غيره، ولا يؤذي القطط، بل بدأ يشاركهن وجباته، وبدأت تظهر ابتسامة على وجهه كل يوم.
وهكذا، تعلّم بوبي درساً مهماً: أن احترام الآخرين يجعل الحياة أكثر سعادة.
إرسال تعليق